Get Mystery Box with random crypto!

#زمن_العزة #أهل_البيت_24 (( | قصص الصحابة

#زمن_العزة

#أهل_البيت_24

(( أم المؤمنين / هند ))
.... الحلقة الأولى ....

عبد الله بن عبد الأسد هو من الصحابة الأجلاء السابقين إلى الإسلام ، و أمه هي (( برة بنت عبد المطلب )) عمة النبي صلى الله عليه وسلم .. ، و تربطه بالنبي رابطة أخرى ، فهو أخوه في الرضاعة ..
.. ، و قد من الله عليه بزوجة صالحة تقية (( حكيمة )) ذات عقل راجح و رأي سديد ، و هي (( هند بنت أمية )) ، فتحملا معا صعوبات (( الطريق إلى الله من أوله )) .. ، ثم هاجرا مع المهاجرين إلى الحبشة ، و لكنهما عادا إلى مكة بعد فترة ..

.. ، و عندما أذن النبي صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة قرر (( عبد الله بن عبد الأسد )) أن يأخذ زوجته
(( هند )) و ابنهما (( سلمة )) ليهاجروا فرارا بدينهم ..

فكان أبو سلمة رضي الله عنه (( أول مهاجر في الإسلام )) فقد هاجر قبل بيعة العقبة بسنة ، بسبب ما لاقى من الإيذاء الشديد من قومه ..

فلما أجمع أبو سلمة الخروج إلى المدينة بدأت (( المحنة ))

.. ، فقد جهز راحلته و أخذ أهله و بدأ يتحرك .. ، فرآه رجال من قوم (( أم سلمة )) قاموا إليه ، فقالوا له :
(( هذه نفسك غلبتنا عليها ، أرأيت صاحبتك هذه .. ؟!!
علامَ نتركك تسير بها في البلاد .. ؟!! ))
.. ، فنزعوا خطام البعير من يده ، فأخذوا منه زوجته و ابنه الطفل الصغير ..!!
.. ، فغضب عند ذلك بنو عبد الأسد (( رهط أبي سلمة )) ، فقالوا :
(( لا والله .. لا نترك ابننا عندها إذ نزعتموها من صاحبنا ))

.. ، و تقول أم سلمة واصفة ذلك المشهد الذي يدمي القلب :
(( فتجاذبوا ابني ( سلمة ) بينهم حتى خلعوا يده ، و انطلق به بنو عبد الأسد .. ، و حبسني قومي عندهم .. ، و انطلق زوجي
أبو سلمة إلى المدينة .. ، ففرقوا بيني و بين زوجي و بين ابني .. ، فكنت أخرج كل غداة فأجلس بالأبطح ، فما أزال أبكي حتى أمسي .. سنة أو قريبا منها .. حتى مر بي رجل من بني عمي ، فرأى ما بي ، فرحمني ، فقال لقومي :

(( ألا تخرِجون هذه المسكينة .. ؟!!
.. ، فرقتم بينها و بين زوجها و بين ولدها .. ))

.. ، فقالوا لي : (( الحقي بزوجك إن شئت ))
.. ، ورد بنو عبد الأسد إلي عند ذلك ابني ..

.. ، فارتحلت بعيري ، ثم أخذت ابني فوضعته في حجري ، ثم خرجت أريد زوجي بالمدينة ..
.. ، و ما معي أحد من خلق الله .. ))

............. ............. .............

(( الشهامة .. الرجولة .. ))

.. ، فلما وصلت السيدة / أم سلمة إلى (( التنعيم )) لقيت
عثمان بن طلحة .. و كان لا يزال على الشرك ..
.. ، فقال لها : (( إلى أين يا بنت أبي أمية .. ؟!! ))

.. ، فاضطربت أم سلمة اضطرابا شديدا ، فعثمان بن طلحة من زعماء قريش الكبار ، و هي لا تعرف كيف سيتعامل معها .. ؟!!!
.. ، فقالت له : (( أريد زوجي بالمدينة ))
.. ، فقال متعجبا : (( أَو ما معكِ أحد .. ؟!! ))
.. ، قالت : (( لا والله .. إلا الله ، و بني هذا ))

.. ، فاشفق عليها عثمان بن طلحة و قال لها :
(( و الله ما لك مِن مترك ))
.. ، فأخذ بخطام البعير فانطلق بها نحو المدينة ... !!!!

فسبحان الله العظيم الذي بيده قلوب العباد
و نواصيهم ، فيسخرهم كيف يشاء
، و يتولى أولياءه و يرعاهم .. و لو بأعدائه ... !!!

و ما أعجب تلك (( النخوة )) و الرجولة التي
لا نراها الآن في كثير ممن ينتسبون إلى الرجال
في زماننا ... !!!

عثمان بن طلحة لم يأخذ بيد امرأة عمياء
ليعبر بها الطريق في لحظات ، بل عزم على أن
يأخذ (( أم سلمة )) و ابنها ليعبر بهما صحراء قاحلة
في سفر شاق لا يقل عن عشرة أيام ( ذهابا فقط )
، و سيقطع مسافة تقدر ب 500 كيلو مترا
بين مكة و المدينة .. !!
.. ، و كل ذلك خوفا على ( بنت بلده ) من
مخاطر الطريق .. ، رغم أنه ليس على دينها
.. ، و لم يكن يحتسب ثوابا عند الله ، لأنه
.. كما تعلمون .. لم يكن مؤمنا باليوم الآخر
و لا بالجنة .... !!!!

و لعل هذا الموقف يبين لنا لماذا استأمنت قريش
(( عثمان بن طلحة )) بالذات على مفتاح الكعبة ..؟!!
.. ، و لماذا ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم
مفتاح الكعبة عنده حتى بعد أن فتح مكة .. ؟!!

....... إنها الأمانة .......