#أتانا_اليقين_٢٠ (( .. و خاتم النبيين )) | قصص الصحابة
#أتانا_اليقين_٢٠
(( .. و خاتم النبيين ))
جسار كانت نبرته أثناء الحوار مختلفة تماما في تلك الليلة .. ، و من الواضح أن نقاش ليلة أمس بدأ يغير من موقفه شيئا ما .... !!!
فقد بدأ جسار الكلام قائلا : (( هذا السؤال الذي طرحته علينا يا مؤمن أطار النوم من عيني بالأمس .. فعلا .. .. لماذا يكذب محمد و يدعي النبوة ... ؟!! .. معك حق تماما يا مؤمن .. .. ما الذي دعاه لذلك .. و ماذا سيستفيد من ورائه .. ؟!! .. ، و لكن المحير في الأمر أن أهل الكتاب من اليهود و النصارى ينكرون تماما أن يكون ( محمد ) هو نبي آخر الزمان المبشر به في كتبهم .. ، و يقولون أنه يجب أن يكون من بني إسرائيل .. !!! ))
مؤمن : (( و معنى هذا الكلام أن اليهود و النصارى ، و معهم العرب كانوا يترقبون وصول ( نبي آخر الزمان ) في أي وقت ، و يعرفون صفاته جيدا .. أليس كذلك .. ؟؟ !!! ))
جسار : (( بالتأكيد ))
مؤمن :
(( فهل يعقل أن يخرج ( كذاب ) وسط هذه الأجواء من ( الترقب و التهيئة النفسية ) فيقول للناس بكل ثقة : ( أنا خاتم النبيين ، و لا نبي بعدي ) .. ، و هو يعلم جيدا أن نبي آخر الزمان ( الحقيقي ) قد يظهر في أي وقت ، فيفضح كذبه بين قومه و ينسف دعوته ... ؟!!
.. أي خزي هذا .. ؟!!
إنه تصرف لا يجرؤ عليه إلا أحد رجلين : إما ( مخبول ) .. أو ( صادق ) .. ))
جسار : (( معك حق ... ، و لكن أهل الكتاب الذين كانوا يروجون لنبي آخر الزمان ، هم أنفسهم الذين كذبوا محمدا ، و أعلنوا للعالم أنه ليس النبي المنتظر الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة و الإنجيل .. ))
مؤمن : (( جميل جداااا ..... و هل ظهر هذا النبي المزعوم بعد ذلك ... ؟!! ))
جسار : (( لا .... لم يظهر حتى الآن ... !!! ))
مؤمن : (( و هل من المعقول أن ننتظره أكثر من 1400 عام و لا يخرج إلى يومنا هذا .. رغم أن الحاجة إليه ملحة جدا ، فهناك خطر عظيم قد أصاب العالم بسبب ( محمد ) هذا الذي ادعى النبوة كذبا ( بزعمهم ) ، فصدقه ملايين الملايين من البشر ، و انتشرت دعوته في كل بقعة من بقاع الأرض ، فأفسد دين الناس ، و أضلهم ضلالا مبينا ( كما يزعم أهل الكتاب طبعا .. و حاشاه صلى الله عليه وسلم ) .... ؟؟!!!!!
فهل تظن يا جسار أن رب العزة ( الحكيم الخبير ) سيترك الناس يتخبطون هكذا في ظلمات الضلال دون أن يبعث فيهم رسولا يفضح ذلك المدعي للنبوة ( محمد ) ؟!! ))
ضحك ثائر و قال : (( لا طبعا .... مستحيل .. فالله سبحانه ( لطيف بعباده ) .. ، فلا يمكن أبدا أن يتركهم في هذا الضلال المبين دون أن يبين لهم الحق ، فتلك هي مهمة الرسل في كل زمان .. ، و قد بعث الله سبحانه عشرات الرسل عبر التاريخ البشري ( مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ... ) .. ، حتى إذا حق العذاب على القوم الكافرين يوم القيامة ، و سئلوا : ( ألم يأتكم نذير ... ) ...؟!!! ( قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا و قلنا ما نزل الله من شيئ ... ) .. ، و ذلك لتكون لله (( الحجة البالغة )) على عباده ))
مؤمن : (( صدقت يا ثائر .. فقد وعد الله سبحانه و تعالى فقال : ( و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولا .... ) فمحمد صلى الله عليه وسلم جاء بكل ثقة ، و أخبر بأنه نبي آخر الزمان و لا نبي بعده .. و فعلا .. لم نر نبيا جاء بعده حتى الآن .... !!
.. ، كما أخبر بأنه سيظهر من بعده دجالون ، فقال :
( لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين ، كلهم يزعم أنه رسول الله ... )
.. ، و فعلا .. وقع ما أخبر به .. فخرج مسيلمة الكذاب و الأسود العنسي و غيرهما .. ، ففضح الله تعالى كذب هؤلاء المدعين للنبوة جميعا ، و أخزاهم و هزمهم .. ، فلم نجد من خرج منهم على الناس بدعوة مؤثرة ، أو بمنهج قويم ، أو بقدوة حسنة .. ، كما لم يأت أحد منهم بكتاب منير .. .. ، و هذا هو حال الكذابين الأفاكين ..
أما ( محمد ) رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد فضح كل ألوان الشرك و الكفر و الإلحاد .. ، كما أظهر ضلالات أهل الكتاب و فساد معتقدهم و تحريفهم لكتبهم .. .. ، و ترك الناس من بعده على ( المحاجة البيضاء ) ليلها كنهارها ، ليكونوا جميعا على بينة في أمر دينهم ..
.. ، و في المقابل لم يبعث الله لنا ( إلى الآن ) من يفضح كذب محمد ( مدعي النبوة بزعمهم ) ..!! ... ، و ليس لذلك إلا معنى واحد فقط ... و هو أن محمدا ( رسول الله ) حقا و صدقا و يقينا ..