جسار: يزعم كثير من أهل الكتاب أن محمدا قد نقل كثيرا من المعلومات، وقصص األنبياء من )الكتاب المقدس( عندهم ... ولم يأت بجديد.. ولكنه استغل أسلوبه البالغي العالي ليخدع الناس بادعاء النبوة، فكيف نرد عليهم يا مؤمن؟
مؤمن: هناك معلومة )هامة جدا ( يجب أن نستوعبها قبل تفنيد تلك الشبهة المهترئة، وهي:
أن محمدا صلى هللا عليه وسلم كان يعيش قبل )عصر الطباعة( بمئات السنين.. وقبل عصر اإلنترنت، والفضائيات المفتوحة بألف أربعمائة عام، ولم تكن هناك نسخ كثيرة متاحة للكتاب المقدس في كل يد، وفي كل مكان.. كما هو الحال في زماننا اآلن..
كما كان القساوسة والرهبان يتعمدون إخفاءه، وال يسمحون لعوام الناس أن يطلعوا عليه.. حتى تظل تلك الثلة من رجال الدين هي المصدر الوحيد للتشريع.. يزيدون فيه، وينقصون، ويحرفون كما يشاءون!!... وتظل رعيتهم كالعميان يأخذون بأيديهم إلى حيث يريدون.. )أ مي ين(.. تماما كما وصفهم القرآن: ﴿ومنهم أميون ال يعلمون الكتاب إال أماني وإن هم إال يظنون﴾
إنها حقائق تاريخية ثابتة ال ينكرها أحد... و قد أكد القرآن على صحتها: تجعلونه قراطيس تبدونها، وتخفون كثيرا
كان عامة شعب الكنيسة يجهلون ما في الكتاب المقدس... فكيف يعرفه العرب )األميون كيف سيعرفه محمد )النبي األمي( ؟!
و ال تظنوا أن أخبار و قصص األنبياء و األمم السابقة كانت معروفة في مكة و المدينة... بتفصيالتها التي ذكرها القرآن... فهذا غير صحيح... فمعلوماتهم عن األمم السابقة كانت )قشور( سطحية جدا
و لقد لفت هللا سبحانه أنظارنا في القرآن... أكثر من مرة... إلى تلك الملحوظة الهامة : فعندما حكى قصة مريم ... قال تعالى: ﴿وما كنت لديهم إذ يلقون أقالمهم أيهم يكفل مريم، وما كنت لديهم إذ يختصمون﴾ وبعد انتهاء قصة يوسف... )بتفصيالتها الدقيقة(.. قال تعالى: ﴿ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك، وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم وهم يمكرون﴾ وفي قصة موسى... قال تعالى: ﴿وماكنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى األمر، وما كنت من الشاهدين﴾ ...وقال: ﴿وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ﴾
فمن أين أتى محمد بتلك القصص و األخبار؟ إنه ال يقرأ وال يكتب.. وبالتالي ال يستطيع أن يقرأ في الكتاب المقدس بنفسه.. إن أتيح له أصال أن يطلع عليه؟
فهل كان له ُمعَلم يعلمه ، ويُملي عليه؟
المشركون في عصره اتهموه بتلك التهمة: ﴿وقالوا أساطير األولين اكتتبها، فهي تملى عليه بكرة وأصيلا}
..ثم عجزوا أن يسموا لنا اسم ذلك المعلم )المخفي(
فمن هو هذا المعلم )المجهول( الذي لم يكشفه التاريخ لنا، و لم يصرح باسمه أحد أبناء جيله؟!
إن لم يكن لمحمد صلى هللا عليه وسلم )معلم(... فليس لدينا إال احتمال واحد فقط... ﴿إن هو إال وحي يوحى، علمه شديد القوى﴾
جسار: يزعمون أنه كان يتلقى تلك األخبار من ورقة بن نوفل ألنه كان نصرانيا ، وعنده علم من الكتاب، كما يدعون أنه تلقى العلم من بحيرا الراهب عندما خرج مع عمه في رحلة تجارية إلى الشام
مؤمن: أعرف تلك االفتراءات المضحكة جيدا وسأرد عليها غدا إن شاء هللا تعالى
