2022-07-29 22:03:41
تتعامل مع اكتئابي مثل لغم لاتلمسه ولاتقترب منه، تراهُ من بعيد وتحجب الرؤية عنكَ بإغلاقِ الأبواب خلفك،
تتظاهر أنّك لم تشاهد الدموع تسبح في أرضية الغرفة، رغم أن الحمام يقف على نافذتي ولايخاف.
تستطيع أن تجد كلّ شيء على اليوتيوب...لديك الحلول كلّها لتسعد امرأة تعيسة إلا أنّك تفضل الاستمتاع بملخص المباراة الفائتة.
في السابق اعتقدتُ أن حديثي شيّق أكثر من فيلم أكشن، قبل أن تصبح الكلمات ثقيلة وقبل أن تتوقف أنت عن السؤال.
أمشي بهذا الحزن على رؤوس أصابعي، فلا صوت يعلو صوت الغسالة في هذا البيت.
ومع ذلك أعرف كيف أوازن بين الاكتئاب وواجباتي، حتى أنني صنعت المعكرون الشهيّة من دمي الذي يغلي.
ماتفعله امرأة مثلي حين تحزن،
تنظّف أرضية الغرفة وهي تتمتم بسرّها، تبقي مرايا الحمام نظيفة لتشاهد انعكاس الوقت تحت عينيها بوضوح...إنه المكان الأكثر سريّة حيث يمكنك سكب دموعك كلها ثم رفع "السيفون".
تعاملني بمنطق الرجال،
الرجال مهملون، يضعون كل أغراضهم على الطاولة بجانب الباب.
الرجال كثيرو النسيان...لايتوقفون عن سؤال زوجاتهم عن مكان علبة السكر.
الرجال يقرأون العناوين العريضة غير مكترثين لتفاصيل الخبر.
تعاملني بمنطق الرجال..
في حال احترق قلب امرأة تفتحون النوافذ كلّها،
ترمون القمامة عندما نتعفّن مللاً...كما لو أنكم حللتم المشكلة.
تتعامل مع اكتئابي مثل لغم لاتلمسه ولاتقترب منه،
هذا هو الفرق بين الألغام والاكتئاب...في حين أننا ننفجر حين لايسألنا أحد عن أحوالنا.
#رهف_اسطنبلي
25 views19:03