Get Mystery Box with random crypto!

سوف تشعرين بالوحدة في مرحلة ما من حياتك، ومن الممكن أن يسيطر ع | لأجلك

سوف تشعرين بالوحدة في مرحلة ما من حياتك، ومن الممكن أن يسيطر عليكي الخوف عندئذ، فيُخيّل إليكي أنكي بحاجة إلى شريك ما، يساعدكي على تحمّل هذه الحياة، وأن روحكي قد أصبحت ثقيلة عليكي وحدك، وأن هناك فراغ ما في مكان ما بداخلكي، لا يملأه إلا إنسان آخر. ولذلك سوف تمضي باحثه عن ذلك الشريك، مكرّسه طاقتك كلها في سبيل العثور عليه، لأنك ستعتقدين أن وجوده بجانبكي لا بدّ أن يخفّف عنكي الأعباء اليوميّة، ولا بدّ أن يساعدكي على تجاوزها. وفي خضمّ ذلك الصراع الوجداني، سوف تفتحي قلبك لأحدهم وتمنحيه ثقتك، ثم تسعي وبكامل إرادتك للغرق في تفاصيله لمعرفة اهتماماته، الأشياء التي يحبّها لتفعليها، وكذلك التي يكرهها لتتجنّبيها، وكل هذا سوف تقومين به عن طيب خاطر لتحافظي على بقاء ذلك الشخص في حياتك. وعندما تقصّري في مكان ما بسبب تعبك، سيصدمك تغيّر الطرف الآخر معك، أو حتى انقلابه عليكي أيضاً، وحينئذ ستجور على نفسك لتعوّضي ذلك التقصير. وفي هذا الصدد ستدفعين بكامل رغباتك، وعواطفك، وطباعك إلى الهاوية لتدفنيها هناك، في تغييب متعّمد لشخصيتك، مُتجاهلةً الصوت الذي يتردّد صداه في رأسكي، والذي يقول لكي باستمرار أن ذاتكي يتمّ سحقها، وأنكي تتغيّرين وتتحوّلين ل فتاة آخرى ل فتااة ضعيفة ولكنكي سوف تستمرينّ في تجاهله، لأن الخوف الذي ستشعرين به من احتمال فقدان ذلك الإنسان، أعنف وأكثر شراسةً من الخوف الذي سيطر عليكي عندما كنتي وحيده، ذلك أن الوهم سيصوّر لكي أن الإنسان الذي تبذلي كل هذا من أجله، قد بات جزءاً منكي لا يمكنك فقدانه، وأنه أكثر أهميّة حتى من كيانك الشخصي. وفي نهاية المطاف سوف يبلغ الأسى منكي كل مبلغ، وخاصة عندما تدركين أنكي استنزفتي كامل قواكي، وأن الإنسان الذي كان من المفترض أن يعينكي في انهيارك، لم يعد أكثر من عبء جديد يسرّع في حدوثه. وما أن ينهار كلّ شيء بينكما، ستواسي نفسك بعزاء فارغ وسخيف كأنكي تقولي " أن اختياركي كان خاطئاً، وأنكي لم تجدي الشخص المثالي الذي سيكمّل نقصكي، ويعوّضكي عما شعرتين به من خذلان". وبعد أن تقضي فترة من الحزن على خيبتكي وخسارتكي، سوف تعودين للبحث مرّة أُخرى، وسوف تجدين أحدهم مرّة أُخرى، وسوف تمنحيه نفسكي مرّة أُخرى، وسوف يخذلكي مرّة أُخرى، وسوف تواسي نفسكي بالعزاء عينه مرّة أُخرى. وقد تدورين في هذه الدائرة المظلمة حياتك كلّها، ومتأخراً جداً سوف تدركين أن المشكلة ليست في ذلك الشريك، بل في بحثكِ عنه، في حقيقة أنكي بحاجة لأحدهم