2022-08-31 12:20:02
#سؤال_جواب
هل أترك طفلي الرضيع يبكي؟
#زينة_سلمان_ناصر
مدربة مجازة في مجالات الذكاء العاطفي
سلام عليكم.. طفلي عمره شهر ونصف.. يبكي بعض الأحيان لكي أحمله هل تركه يبكي يعد خطأ؟ من الطبيعي ان يبكي كي يشعر بالحنان ام انه يمكنني تعويض هذا الحنان عندما يكون مستيقظا او اثناء الرضاعة؟
الوالدة الكريمة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبكي الطفل الرضيع بسبب الجوع، المغص، الحاجة الى الاحتضان، المرض، الحاجة إلى النوم، الانزعاج من أمور معينة كالحفاضات أو نوعية قماش غير مناسبة أو الشعور بالبرد أو الحر وغيرها.
إذا تاكدتِ أن بكاء طفلك هو نتيجة حاجته إليك أنصحك أن تحمليه ولا تتركيه يبكي. يقول الخبراء إن الأطفال يتعلمون أن باستطاعتهم تحقيق مآربهم من خلال البكاء عند بلوغهم التسعة أشهر تقريبًا، وبالتالي فإن بكاء طفلك قبل بلوغه التسعة أشهر واحتضانك له، وشعوره بالسكون والراحة نتيجة ذلك لا يدل على أنه يحتال أو يتلاعب بكِ لأجل حمله كما نسمع دائمًا، بل هو ببساطة يحتاج أن يكون بقُربكِ.
إن دماغ الطفل يتطور بسرعة وعندما يكون الطفل مضطربًا (كأن يبكي مطولًا من دون أن يستجيب الوالدين له) فإن ذلك يؤدي الى خلل في الجهاز العصبي وتحديدًا في المشابك العصبية (synapses) التي تمكن الجهاز العصبي من ربط الخلايا العصبية بعضها ببعض.
إن الشعور بالاضطراب يدفع الجسم الى إفراز هرمون الكورتيزول وهو الهرمون المسؤول عن مستويات التوتر في الجسم؛ وفي حين ينمو دماغ الطفل بمعدل ثلاثة أضعاف في نهاية سنته الأولى، يدفع الشعور بالاضطراب والقلق الى إضعاف قدرة الخلايا العصبية في الارتباط ببعضها مما يؤثر سلبًا على عملية نقل الرسائل من وإلى الدماغ.
ونستفيد من ذلك كله أن أفضل فرصة للتعلم وبناء المعلومات تكون في ظل بيئة آمنة وسليمة ترتكز على إشباع الطفل عاطفيًا.
إن لمس الطفل في المقابل يُسكن نفسه ويؤثر على كيفية تعامل دماغه مع اللمس، وتعدّ هذه القضية مهمة للغاية لأنها تؤثر على قدرة الفرد على بناء العلاقات الاجتماعية والحفاظ على التوازن العاطفي.
لقد كرّم الله عزّ وجل الأطفال وجعل حبهم والتودد اليهم أفضل الاعمال لديه.
فقد ورد عن الإمام الصادق ع: "قال موسى بن عمران: يا ربّ، أيّ الأعمال أفضل عندك؟ فقال عزّ وجلّ: حبُّ الأطفال".
وفي حديث آخر عنه أيضًا: "إنّ الله عزّ وجلّ ليرحم العبد لشدّة حبّه لولده".
وقد شدّد رسول الله ص على أهمية حب الأطفال والترحّم عليهم في العديد من النصوص الدينية ومنها قوله ص "أحبّوا الصبيان، وارحموهم..." "لا تكرهوا البنات، فإنّهنّ المؤنسات الغاليات".
وعنه ص أنه قال: "إنّ أبعد الناس من الله القلب القاسي". ومعلوم كيف أنه خفّف في صلاة الجماعة يومًا لأنه سمع طفلًا يبكي.
في الحقيقة إن هذا الدين المبارك جعل النظر الى الأطفال عبادة وإدخال السرور إلى قلوبهم عبادة، فلماذا نلجأ إلى بعض الأساليب القاسية في السنوات الأولى للطفل؟
ورد عن الإمام الكاظم عن آبائه، عن رسول الله ص أنه قال : "إذا نظر الوالد إلى ولده فسرّه، كان للوالد عتق نسمة. قيل: يا رسول الله، وإن نظر ستين وثلاثمئة نظرة؟! قال: الله أكبر".
وعنه ص أنه قال: "قبّلوا. أولادكم، فإنّ لكم بكل قبلة درجة في الجنّة، ما بين كلّ درجتين خمسمئة عام".
ونستفيد من هذه الروايات وغيرها من الروايات التي لا يتسع المقال إلى إدراجها أن إشعار الطفل بالحب يجعله فردًا سويًّا وصالحًا وأقرب للتكامل.
إن اعتماد منهج التربية بالحب يقتضي أن لا نهمل الإشارات التي يرسلها الأبناء عبر البكاء، وإن الالتفات إلى حاجاتهم وتلبيتها والسعي إلى تهدئتهم سيمتّن علاقة الأبناء بالآباء ويفعّل ثقتهم بهم وبالآخرين لاحقًا.
https://perfectkid.org
135 viewsZeinab, 09:20
س
