2022-03-15 19:45:30
عندي سؤال
اجد صعوبة في تقبل فكرة التقبل للاحداث التي تزعجني !!
كيف اتقبلها وانا لا احبها ولا اريدها !!
اليس هذا الشئ فيه تناقض !!
ارجو من حضرتك توضيح هذا الامر مع الشكر الجزيل لكل ما تقدميه لنا …
شكرا عزيزتي لهذا السؤال المهم ..
عندما نتحدث عن التقبل قد تخطر على بالنا اسالة مثل:
كيف اتقبل وفاة شخص عزيز ؟
كيف اتقبل خسارة صديق او خسارة مالية؟
كيف اتقبل احد افراد العائلة وهو يتنمر علي ؟
وهكذا على حسب المعانات التي نختبرها في حياتنا اليومية التي تختلف من شخص الى اخر ..
عندما يكون السؤال عن كيفية تقبل هذا الامر المرفوض من قبلنا فانه يدل على التباس في مفهوم التقبل لدينا !!
يعتقد البعض ان التقبل هو مشاعر محبة وترحاب واستقبال للحدث او الظرف الذي نمر به ..
لا لا ابدا نحن لا نقصد هذا ابدا !!
ارجو الانتباه هنا الى هذه النقطة المهمة :
التقبل الذي نريد ان نصل اليه هو حالة عقلية وليست مشاعرية ،،
وهذا يعني
اني اتقبل الحدث فكريا بغض النظر عن نوع المشاعر التي امر بها.
عندما نتعلم فن التقبل ،
نتعلم ان نعيش اي مشاعر منخفضة ونسمح لها بالتواجد دون مقاومة
على الرغم من تقبلي للحدث المسبب لها ..
مثال لتوضيح الفكرة :
افضل مثال على ذلك هو حال نبينا محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة والسلام
عند وفاة ابنه ابراهيم قال :
إن القلب ليحزن
وإن العين لتدمع
ولا نقول إلا ما يرضي الله
وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون..
ان النبي الكريم اقر واعترف بحزنه على وفاة ابنه ولم يمنع دموعه عليه
ولكنه في نفس الوقت متقبل راضي بقضاء الله وقدره..
طيب ..
كيف اساعد نفسي على التقبل؟
ان نعرف .. ثم ندرك ..ثم نعي
اننا في في هذه الدنيا في رحلة
وهي لعبة و دار اختبار ..
ان نكون واعين ان اي حدث نمر به
هو فرصة للتزكية والتطهير و الارتقاء والتسامي
ثم ياتي الاصلاح من خلاله ..
ان كل حدث نمر به هو رسول جاء برسالة
وعلينا فهمها ..وتقبلها ..
و اللا !!
سوف تتكرر الاحداث بنفس الاسلوب !!
وكأن هناك ساعي بريد لديه رسالة لنا ،، يستمر بطرق الباب
حتى نفتح له
ونستلم الرسالة ..
المرض ياتي حاملا رسالة ..ليذكرنا بنعمة العافية التي تستحق الشكر والامتنان ..
الاحداث الصعبة رسالة .. تذكرنا بنعمة راحة البال والسلام الداخلي ..
لذلك
ننوي ان نستقبل منهم الرسالة ونتقبلها..
وان يكون الحمد والشكر والامتنان عادة يومية
لا تحتاج لرسالة معينة تذكرنا بها ..
نحن ندرك ونعي ان الله سبحانه وتعالى وضع سنن وقوانين كونية وهي سارية علينا بغض النظر من معرفتنا لها او لا !! ..
مثل الموت ..
هو نهاية لرحلة ارضية ..
وكلنا واردها ..
هذا قانون كوني ..
اين ؟
متى؟
كيف؟
علمها عند الله وعلينا تقبله !!
ان عدم تقبلنا لكثير من الاحداث يأتي بسبب نسياننا للقوانين والسنن الكونية
وابتعادنا عن العمل برسالتنا التي جئنا من اجلها لهذه الحياة !!
نزعل ..ونحزن ..ونغضب ..ونرفض
ونظل ندور في دوامة الحدث !!..
ولكن..
لو ذكرت نفسي ان تقبلي لا يعني حبي للحدث!!
بل معناه اني ادرك واعي الاسباب التي ادت لهذا الحدث !!
ومن ثم ..
تسليم وسعي في اتجاه ما اريد..
و بالاستعانة بالقدرة الالهية في تحقيق ما اريد ..
محبتي
352 viewsنضال الصائغ, 16:45