2019-08-12 13:34:18
الجفاف، جفاف القلوب ..!
هذه العلاقات التي تكون بدايتها رائعة ممتلئة بكل معاني الود التي رصدتها المعاجم البشرية ثم تنتهي تدريجيًا ..
هل هذه العلاقات كانت علاقات حقيقية أم أنها كانت غير حقيقية؟
يا صديقي ليس هناك ما يدعى حقيقي وغير حقيقي لأن الحقيقية الوحيدة هى الحياة بعد الموت أما الآن فنحن في ناصيةٍ ما في هذا الملكوت ..
أما الحب فلا يشير إليه العقلاء بلفظ حقيقي أو غير حقيقي بل أجدر أن تكون الإشارة بمشروط أو غير مشروط !
الحب المشروط
هو الحب الذي يزول بإنقطاع السبب كمن أحب فلانًا لأنه جميل فلمّا وقع في حادثٍ كبير تشوهت ملامحه فانقطع محبوبه عن حبه.
أو مثلاً أحدهم أحب فلانًا لأنه معطاء ولمّا أصابه الفقر توقف هذا الحب وهكذا ..
والحب المشروط هو ذلك الحب المتوهج جدا في البدايات والذي يأخذ صاحبه إلى الإهتمام بمحبوبه في كل أوقات الفراغ أمّا في أوقات الإنشغال فهذا الحب يكون على وضعية الطيران، يا صديقي هذا حب مشروط بصفةٍ مرهون بفراغ الوقت وكفى ..
أما الغير مشروط !
فهو حبك لمحبوبك وإن منع و إن عاقب.
أو كمثل حبك لقطتك التي تأكل حشرة ثم تقترب منك فلا يصيبك منها الإشمئزاز، أو حبك لابنك الذي تنظفه بيدك بغير تأفف.
الحب هنا غير مشروط بصفةٍ ويشتد وقت الإنشغال فقد تقطع إجتماعًا هامًا لأنك أردت أن ترسل كلمة إطمئنان لمحبوبك وقد تقطع عاداتك حتى تصل لعادات من تحب ..
قد تتحول قِبلتك من مرآة ذاتك إلى مرآة محبوبك بغير شرط.
لكن،
ما الذي قد يجعل المحب بغير شرطٍ يبتعد ولا يعود ؟
وما هى دواعي البعد والإنقطاع ؟
أن يتقابل قلب يحب بغير شرط مع آخر يحب بشروط فيخرج احدهما عن صمته ويرحل
إما يخرج صاحب الحب المشروط لأنّه ملّ عتاب صاحبه من قلة الاهتمام والود، وإمّا يهاجر صاحب القلب الحب مشروط لأنه قد استعظم غربته ..
احذروا البدايات فبعضها أبكم لا يستطيع أن يشرح لكم هوان نهايتكم..
واستعيذوا بالله من وصال الناس، فبعضهم قد يقابل الحب بالإهمال والكرم بالشح و اللين بالعنف ..
وليس الحب حكرًا على الأزواج ففي خصام قطتك لك محنة، وفي هجر أمك ابتلاء، وفي جفاء صديقك ألم، وفي خيانة أهل ودّك عناء.
أمسك عليك قلبك واتقِ الله.
83 views10:34