2022-08-03 02:37:40
إليّ أنا
على الضفة الأخرى:
سلامًا يا هذا،
سلامًا لقلبك
سلامًا حتى يحلّ
بك السلام.
وسلام.
أما بعد؛
"في شارع الأيام
ولدتُ أنا شرخًا عظيمًا في فضاء الأبجدية
عجينًا مِنْ الحُزنِ
أشبعُ رغبة ولهى
وأقدمُ أوجاعي قربانًا لثمنِ الهواء."
الثالث من آب حيث المحاولة، الحركة، الوجع، المخاض، الصراخ والحياة. حيث تفتحت أولى لحظات العُمر، وأولى الليالي الفصاح.
الثالث من أغسطس حيث بدء كُل شيءٍ وسينتهي.
مغمورًا بالحُبِّ وهراوة الحُزن، استند إلى جُدران الحياة المالحة لتعمق قليلًا من جروحك وتذكركَ بما مضى.
تذكر أنك تتذكر ومضات الحُب الكثيرة، الطمأنينة والستر، تذكر اللطف والعفو، تذكر كُل شيء أبيض، واضحًا كقمرٍ مكتمل، ولن تهزمك الأيام.
ها أنت مرةً أخرى تطرقُ عامًا جديدًا، تسلُك دربًا جديدًا، مسلحًا بالتجارب واليقين، موسمًا بندوب الخذلان والخيبات تملئ جسدك كما أتفق. تدلفُ زمنًا سَّرمدي الخيرات، أمشي نحوهُ كشخصٍ أنهكهُ الطريق فبكى، بكى عزمًا، بكى محاولاتٍ عدة، بكى انهزامًا، بكى ملء الجوارح دمًا، ولم تُلامس أهدابهُ مياهُ مالحة.
أدخل عامك كشخصٍ آخر، لا تعرفه ولا يعرفك، أدخلهُ لتعرف، لتتعلم، لتسأل، لتعرفكَ في كُل المحطات، كي لا تنسى كم أنت عظيمُ في عين نفسك. عاريًا من كُل شيء أدخل أيامك الحُبلى، وتخفف مِنْ أثقال الدهر وهموم الرحيل.
أدخل براحةً ملء صدرك، وبإيمانٍ عميق يعمّ كل الجوارح فيزيد، ويفيض حتى يطمئن من هم حولك.
أعلم أنك مرهقُ من الركض في كُل الجهات ولا وصول، مرهقُ من تداعي الأحلام وموت الرغبة على مراءى من المحاولات المتكررة، مرهقُ من الأعوام التي مررت خلالها، مرهقُ من عددها، ضيقها، سِعتها، تمردها، والأسئلة التي لم تفض بكارتها كثرة الطرّق والتردد على النوافذ والأبواب.
أعلم أنك تقول في كل ليلة:
أنا خائفُ يا الله، خائف أنْ لا أكون ممتنًا لكل النِعم التي عانقتني عندما افلتني كل شيء، أنْ لا أكون شاكرًا كما يجب، أنْ لا أكون حامِدًا، أن أكون قانطًا، جاحدًا، منافقٌ وزنديق، أن أكون كُل شيء حاولت أن لا أكونهُ.
ولكني أعلم كذلك أنك مفعمُ بكُل ما هو جيد فلا خوف عليك. وأما عن التخبط والتيه، فإنك تدرك تمامًا أنهُ كغيمة صيفٍ ستفرقها الرياح.
وكي لا تنسى يا هذا، إليك الوصايا السبع:
- أضحك كلما كان ذلك غير ممكن.
- لا تكره أبدًا ولا تبتئس.
- كن محبًا دائمًا، ستنجو من طوفان النقص والكدر.
- وطن الكلمة قلبك، وستعرف كُل شيء.
- تعلم دائمًا من الحُزن. وستفهم كيف تقدّر الأشياء.
- إنْ لم يتوافر الفرح، ارتجل.
- لا تنظر للأشياء بعينيكَ فقط، أفتح روحك وتماهى.
"في الرحلةِ الأخيرة مِنْ خريف أيامي
سافرتُ وحدي مرغمًا
قاصدًا نفسي
دون نفسي
سافرتُ دون حشدٍ أو صور
لأعود خائبًا
احصد الأيام
أدخرُ التجارب
التي لم تنفع أول تائهًا
حينما مَلَّ الطريق
وابتكر الضجر."
عامًا تدمنُ فيها الضحك المعافى يا رفيق
#محمد_كاكا
82 viewsMohamed Kaka, 23:37