أذكرُ يومًا كنتُ أتكلمُ مع أحدِ الأضراء جمع ضرير وهو الذي فقد | يوميات مأذون ♥️🌸

أذكرُ يومًا كنتُ أتكلمُ مع أحدِ الأضراء جمع ضرير وهو الذي فقد بصرَه وقد من الله عليه فى الجانب العلمى فحصل على الدكتوراه وهو ضرير ويخطب فى الناس وهو ضرير فقلتُ له هل تتمنى أن ترى الدنيا كما يراها المبصرون ففاجأنى بإجابتِه فقال لا..
قلت لمَ... ألا تريد أن ترى الأشياء كما نراها قال لا ..
ألا تريد أن ترى زوجتَك وولدك وأحبابك قال لا..قلت كيف
قال أريد أن أبصر وأولُ شئٍ أحب أن أراه هو وجه الله ..
الله أكبر انظر كيف يفكر فى الآخرة وكيف ملأ حبُ الله قلبه فالدنيا عنده لا تساوي شيئا الدنيا عنده شئ لايذكر
فهنيئا لمن صام عن الدنيا وأفطر فى الآخرة..
وهنيئًا لمن أظلمت الدنيا فى وجهه فنورت الآخرة فؤاده..
شتان أيها الكرام بين هذا الرجل الذى نور الله بصيرته الذي قال الله فى مثله { فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }
[ سورة الحج : 46 ]
وبين بصيرٍ لا يعرف الله عز وجل ولا يعرف شيئا عن آياته وأحكامه وفرائضه ونواهيه فحشره الله أعمى يوم القيامة
{ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ (126) }
[ سورة طه