Get Mystery Box with random crypto!

(سيكولوجيا اللهجات) تحملُ اللهجات معها تجربة شعورية وحسية ت | قناة محمد ديرانية

(سيكولوجيا اللهجات)

تحملُ اللهجات معها تجربة شعورية وحسية تبعث بالسامع أحاسيس ومشاعر من نوع خاص، تظل مرتبطة بها، وهذه جولة قصيرة في سيكولوجيا اللهجات ( السعودية والمصرية والفلسطينية واللبنانية والعراقية).

1- اللهجة السعودية ترتبط في ذاكرتي الشعورية بقسم الموارد البشرية في شركات المقاولات.
لا تستطيع أن تقاوم الشعور بالثقة والحماس وبأن مستقبلك المالي سيكون أفضل بمجرد أن تصغي إلى سعوديين اثنين، وهما يتحدثان بجوارك بلهجتهما المحلية بأي موضوع كان.
يضغط السعوديون على بعض الحروف خلال الحديث ويتفاعلون مع الموضوع بكل حواسهم ومداركهم، وعندما يضغطون على بعض الحروف لا سيما عندما يشددون الراء في كلمة (مَرَّة) والتي تعني (جدًا)، تنبعث فيك الثقة ورغبة ساخنة بالحركة والتخطيط لفعل شيء ما يتعلق بمستقبلك المالي.

2- أما اللهجة العراقية .. فإنها تبعثُ فيك شعور المحارب الوقور الذي يأخذ استراحة بين معركتين على عكس الفلسطينية التي تشعرك بأنها لهجة فيها استغراب من الآخرين.

3- عندما تصغي إلى إيقاع لهجة الفلسطيني وهو يتحدث بأي موضوع كان تشعر بثقة عجوز وصلت حد اللامبالاة، وبأنها من الخبرة بواقعية الحياة والتوقعات من الناس بحيث لم يعد يدهشها شيء.
عندما يتحدث فلسطيني تشعر بالتحدي وتستشعر في مخيلتك صورة رجل يقامر بكل ما يملك، وليس لديه شيء ليخسره، ولا يبالي بالنتائج.

4- اللهجة اللبنانية لهجة مليئة بالانحناءات، لا زوايا قائمة فيها، لهجة رخوة .. معسولة، تركز على اليوميات والسعادة اللحظية، ولا تقلق حيال المستقبل بجدية.

5- اللهجة الأردنية .. لهجة إنسان حياتُه مرتبة ومستقبله واضحٌ أمامه .. إلا أن فيها نوعًا من التذمّر؛ تبعث فيك لهجته شعورًا كما لو أن هنالك دائمًا ما يُزعج ويشغل بال الأردني، وأنه يواجه مشاكل في ترخيص شركته في عمّان.
يقضم الأردني نهاية الكلمات كما لو كان إنكليزيًا، يُشعرك هذا كما لو أن حياته تسير وفق نظام ثابت، وقوالب واضحة، وبأنه ليس هنالك مبرر لأن يأخذ شيء ما أكبر من حجمه.

6- اللهجة المصرية .. لهجة فكاهية، انحناءاتها كثيرة، لا زوايا حادة فيها، تبتلعك .. لزجة ومائية .. تختلط بلهجتك ثم تصهرك فيها بلا وعي.
عندما يتحدث مصري بأي موضوع كان .. لا تستطيع أن تأخذ كلامه على محمل الجدية مهما حاول أن يرسم الجدية عبر ملامحه ولغة جسده، ستشعر كما لو أنه يمزح .. أو أن هناك كاميرا خفية، أو مشهد من مسرحية ستنتهي بعد قليل.
اللهجة المصرية تحمل تراكمًا لقصة المكان والزمان على مر التاريخ، عندما تصغي بعمق لأي مصري يتحدث تشعر بالذنب ووخزة الضمير مباشرة، بالتقصير في التزكية .. هنالك انكسار وأنين ضامر وخفي في طنين اللهجة المصرية، تشعر كما لو أنها مسكونة بروح أسير ضعيف يدلي باعترافات تحت التعذيب.
اللهجة المصرية لا تميل إلى الصدام .. ميالة إلى السلم والمسايسة، مغمورة بالحب .. التعاطف .. والروتين.
.
أما اللهجة السورية فهي نسيج مميز من لهجات محلية عدة .. تحمل كل واحد منها قصتها الخاصة وأحاسيسها الخاصة وتضحياتها الخاصة، التي يعرفها السوريون تمامًا ..
#محمد_ديرانية

رابط القناة:
@MDdirania