《فاسْتَخفَّ قومَه فأَطاعوه إِنهم كانوا قوما فاسقين》الزخرف-٥٤ | المعمار
《فاسْتَخفَّ قومَه فأَطاعوه إِنهم كانوا قوما فاسقين》الزخرف-٥٤
تشير الآية إلی نكتة لطيفة: إنّ فرعون لم يكن غافلا عن واقع الأمر ... إلّا أنّه: استخفّ قومَهُ فأَطاعوه
إنّ طريقة كل الحكومات الجبارة الفاسدة من أجل الاستمرار ... هي الإبقاء علی الناس في مستوی مترد من الفكر والثقافة والوعي ... لا يعون ما حولهم فتجعلهم غرقی في حالة من الغفلة عن الوقائع والأحداث والحقائق وتنصب لهم قيما وموازين كاذبة منحطة بدلا من الموازين الحقيقية كما تمارس عملية غسل دماغ تام متواصل لهذه الشعوب وذلك لأنّ يقظتها ووعيها وتنامي رشدها الفكري يشكل أعظم خطر علی الحكومات المستبدة
إنّ هذا الأسلوب الفرعوني- استخفاف العقول- حاكم علی كل المجتمعات الفاسدة في عصرنا الحاضر وإذا كان تحت تصرف فرعون وسائل محدودة توصله إلی نيل هدفه فإنّ طواغيت اليوم يستخفّون عقول الشعوب بواسطة وسائل الاتصال الجماعية ... لتغرق هذه الشعوب في بحر الغفلة، فيطيعوهم ...
ولهذا كانت المسؤولية الملقاة علی عاتق علماء الدين والملتزمين به ... ثقيلة في محاربة برامج استخفاف العقول، فهي من أهم واجباتهم. تفسير الأمثل
كتابات في الشأن العراقي - الشيعي https://t.me/miemaranalyses2
