Get Mystery Box with random crypto!

التدخل المتأخر 1– لا يزال مقتدى الصدر يحمل عنوان 'رجل الحوزة | المعمار

التدخل المتأخر

1– لا يزال مقتدى الصدر يحمل عنوان "رجل الحوزة النجفي" - مما يبقيه تحت طائلة الأعراف الحوزوية رغم خروجه عن أغلب سياقاتها.

2 – تحتفظ زعامة الحوزة العلمية بقدرة ردعٍ عالية - كونها الراعي الأكبر للمؤسسة الدينية العريقة.
– وهي قادرة على إرغام أي رجل حوزوي على التراجع أمام موقفها الحازم - حتى لو كان متمرداً عليها.

– والجميع يتذكر معارك النجف الأشرف التي أوشك الصدر فيها على القتل أو الإعتقال - لولا تدخل السيد السيستاني بقطعِه الرحلة العلاجية عائدا للبصرة ، ومنها في الصباح التالي - بلا إفطار - صوب النجف الاشرف ، كي يجنّب المدينةَ المقدسة المجزرة ، ومنقذاً بذلك الصدر من مصيرٍ محتوم.

3 – اليوم : مع قدرتها على الردع ، وإمتلاكها خطاً للتواصل معه (بخلاف بقية العمائم السياسية) .. لم نجد تفسيراً لإمتناع الزعامة العليا عن محاولة كبح جماحه ومعارضة رغبته بإقصاء الجميع - والسير الحثيث لحرق الشارع الشيعي.
– كما لم نجِد جدوىً من قول البعض ( إنها تراقب الوضع وستتدخل حتما -إذا- ما أشعل الصدر حرباً أهلية) ..
.. لأن الحرب إذا إندلعت سيعلو صخبها على صوت الحكمة والتعقل ، وسيرغب المتصارعون بالإحتكام للقوة للتنفيس عن الإحتقان الذي في النفوس.
– نعم ستكون الغلبة للطرف الأشد إنضباطاً والأكثر قوةً والأرسخ عقيدةً وهو الذي إستطاع دحر داعش ..
.. لكن الرابح الحقيقي سيكون العدو المتربص.
.. وسيكون للأعداء دورٌ كبير في إذكاء الصراع.

4 – لذلك ينبغي الإقرار : أن التدخلَ المتأخر للزعامة الروحية سيأتي بلا جدوى ، سوى لإسكات المنتقدين.
– سيتغنّى الإعلام بموقفها الأبوي حين تتحقق الهدنةُ ويستجيب العقلاء لنداءِها
.. لكن كثيرا من الأرواح ستكون قد أُزهِقت والدماء قد سالت
.. وسيرقص الأعداء طرباً.
– ولن تفضِي التهدئةُ لأيّ علاجٍ حقيقي للصراع الداخلي ، ولن توفرَ الهدنةُ أيَّ ضماناتٍ للمستقبل ..
– لكنها ستمنح الصدر زخماً جديداً - كما فعلت في ٢٠٠٤ ، كي يتهيأ لتأزيمٍ جديد .

5 – البديل الواقعي هو التدخل قبل فوات الأوان لكبح جماح الطرف الذاهب للعنف والمتعطش للسلطة والمصر على حذف الجميع.
– الخطوة التالية تتطلب حلّ الخلافاتِ مع قوى الإسلام الحركي - وتغليب المصالح العليا للأمة ، والإقرار بأن هذه القوى هي الخيار الأسلم لإستقرار الوضع الشيعي ، وانها الأكثر إنضباطاً والأكثر حرصاً على المصالح الوطنية.
– فلقد تدهور الوضع الشيعي كثيرا بعد مغامرة تشرين ، وفشل الرهان على الإنتخابات ، وقد حان الوقت لتصحيح المواقف.

6 – ينبغي إعطاء الأولوية لإستعادة حقوق الشيعة – والتي ضاعت بسبب تركيز البعض على الصراع ضد الإسلاميين وإنشغالهم بإيقاف نمو التيار الحركي ، وتغاضيهم عن الدور التخريبي للإحتلال – أكثر من ضياعها بسبب فسادِ الفاسدين .
٢٨ -٧ -٢٠٢٢
المعمار
كتابات في الشأن العراقي - الشيعي
https://t.me/miemaranalyses2
https://t.me/miemaranalyses