2022-01-28 15:20:00
محاولات في سحق الجيلوجيا
-السيول
هي الشر الذي يدبر له الكثير من العوامل، أولها سحاب ممتلىء ومكتظ بالمياه، أصر أن يسقط حمولته على جبل شديد الانحدار ليس هذا فقط، بل أصر أن يسقطها على تربة تخاصم المياه ولا تمتصه، وبالتالي فلا يمكن أن يتفادى أحد السيل مهما كان.
جرت مفاوضات من ناحية التربة ، لماذا لا تمتصين المياه التي تؤذي الناس وتغلق الطرقات؟ فأجابت : لسببين أولهما أنني ربما أكون صخرية فلا يمكن أن أمتص الماء، قلنا : منطقي، وما السبب الثاني؟
قالت : أني قد أكون جافة والجفاف لا يؤهل التربة لامتصاص الماء، أرأيت التربة الرطبة؟ اسكب فيها ماء تمتصه لكن تربة كتربة الشارع التي تتكون فيها البرك أحيانا كثيرة هي تربة لا تمتصه.
قلنا : يحتاج الموضوع لبحث.
وما الذي يجعل السيل قويا؟ أجاب السيل :نعم نعم، قوي ، أنا قوي لأن حمولة الماء كبيرة ونشأت في مكان شديد الانحدار ونوع الصخر المكون للسطح الذي ألعب فوقه ، فلو كان قويا لانطلقت على بركة الله لا يثنيني شيء .
- قيل أن السيل المفتري يحمل أصدقاءه من الطمي والرمل والحصى ، كانوا لا حول لهم ولا قوة ، لكن مع السيل فيمكنهم أن يغلقوا طريقًا أو أن يفسدوا تربة خصبة ويجرفوا تربة صحراوية وأهم شيء أن يوسعوا مجرى السيل، فيتحول القرد الصغير لقرد كبير.
- لكن متى يقف السيل هذا المارد الجبار، قالوا لو صادف مكان واسع قليل الانحدار ، أي لو كان في نفق مثلا وخرج إلى ميدان،مثلما ينحدر من جبل ويخرج إلى السهل والجبل فيه من المسارب الضيقة ما يكون سيلا أرعنا ينبح على كل ما يراه كالكلب العقور ، وساعتها تقل سرعته وتترسب حمولته كلها وتعطي شكل المروحة أو الدلتا الجافة، وبالمنطق فالجلاميد والصخور الثقيلة تترسب أولا لأنها كالعبء الذي ينتظر السيل أقرب مكان للنزول من ثم يلقيها.
فاستبشر، بعد كل سيل ترسيب وبعد كل عسر يسر، وبعد كل جلمود هلفوت رمل وطمي ناعم طري.
_أحمد صلاح
111 viewsضحىٰ محمود, 12:20