2022-02-12 08:49:03
قال الشيخ العلامة محمد علي فركوس حفظه الله في كتابـه (( مجالس تذكيرية على مسائل منهجية ))
مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد ::
فإن الأمة اليوم تشكوا من تداعي الأمم عليها بدياناتها ولغاتها وثقافاتها وأنواع سلوكاتها وأنماط أخلاقها فتبعيّة أمتنا المقهورة لها تبعية ذل وصغار وضعف والمعروف من السنن الكونية أن القوي يستحوذ على الضعيف ويهينه وهذا الخطر المحدق بأمتنا راجع إلى بُعدها عن دينها وثوابتها وانسلاخها من ثراتها وقيم دينها وانصهارها في حضارات غيرها من الأمم نتيجة الغزو الإعلامي والثقافي وتوسيع دائرة نشاطات التنصير وشبكاته
الأمر الذي إن لم يستدرك قد يفضي إلى الإبادة كما أبيدت أمم من قبلها ومخرج هذه الأمة مما تعاني منه ونجاحها مرهون بعودتها إلى دينها على ما كان عليه سلفها الصالح إذ لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها ولا تتم دعوة الحق إلا بهذا المنهج السلفي القائم على توحيد الله الكامل وتجريد متابعة الرسول ﷺ و التزكية على صالح الأخلاق والآداب فإنه بقدر اتباع هذا المنهج والتربية عليه والالتزام به يكون الابتعاد عن الانحراف والضلال والتبعية
إن أعلام السلف فاقوا غيرهم من أصحاب الفرق و الطوائف في مختلف الميادين سواء في التصورات المتجسدة في القضايا الكبرى الخاصة بالله سبحانه وتعالى وكذا مخلوقاته في الحياة والكون أو في المبادئ الإسلامية والقيم المنبثقة منها التي سلكوها في مواجهة التحديات العلمية والعقدية التي أثيرت في عصورهم أو في المنطلقات التأصيلية التي بنوا عليها فهم الإسلام والعمل به نصا وروحا أو في التفاعل مع الأحداث والوقائع المستجدة التي واجهوها وتصدوا لها كل ذلك يبنى عن تكامل هذا المنهج الرباني القويم في التصور والقيم والمبادئ وفي العمل والإصلاح والتربية وفي السلوك والتزكية فكان أن أنار الله به طريق المهتدين وأضاء به صدور العالمين
شرقا وغربا وصان به دينه وحفظ به كتابه عن طريق التزام أعلام السلفية به جيلا بعد جيل من صدر الإسلام إلى زماننا الحاضر ذلك لأن هذا المنهج السلفي هو منهج الإسلام المصفّى نفسه البينة معالمه المأمونة عواقبه يسير على قواعد واضحة ويتحلى بخصائص جامعة فمن قواعده :: الاستدلال بالكتاب والسنة والاسترشاد بفهم سلف هذه الأمة ورفض التأويل الكلامي وعدم معارضة النقل برأي أو قياس أو نحوهما وتقديمه على العقل مع نفي التعارض بينهما كما يُنفى التعارض بين النصوص الشرعية في ذاتها وجعل الكتاب والسنة ميزانا للقبول والرفض دون ما سواهما
ومن خصائصه الجامعة :: شموله وتوسطه بين المناهج الأخرى ومحاربته للبدع وتحذيره منها واجتناب الجدل المذموم في الدّين والتنفير منه ونبذ الجمود الفكري والتعصب المذهبي ومسايرته للفطرة و الإعتقاد القويم والعقل السليم )).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذا بعض من كلامه في المقدمة فهو كلام نفيس جدا فالشيخ حفظه الله يبين حقيقة هذا المنهج السلفي وأن مصدره الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة بعكس المناهج المخالفة التي تنتهج غير الكتاب والسنة
وبين حفظه الله في هذه المقدمة ان سبب ضعف هذه الامة وتكالب الامم عليها هو بعدها عن الدّين
ونجاتها يكون بالرجوع إلى الدّين الصافي النقي وهو ماكان عليه سلف هذه الأمة إذ لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها
نسأل الله الثبات على الحق حتى نلقاه
انتقاء ::
أبو عبد البرّ هارون
https://t.me/+--dLzZ8j7vVmN2Fk
108 viewsأبو عبد البرّ هارون القسنطيني, 05:49