Get Mystery Box with random crypto!

'والمخيف اليوم أنَّ النسوية باتت فيروسًا صامتًا في بعض المسلما | قناة عمر الشاعر

"والمخيف اليوم أنَّ النسوية باتت فيروسًا صامتًا في بعض المسلمات الملتزمات، لا يظهر أعراضه إلا من خلال التطرق إلى بعض الموضوعات الحساسة، وحين يتم مواجهتها بذلك تلوي عنق الكثير من النصوص الدينية..
كطاعة الزوج مثلًا في أمور لا تتفق معها الزوجة، ولا ترى فيها الحكمة حتى لو كانت ضمن المباح وبما لا يضرها، ونسيت أنَّ نساء السلف كنَّ يتخيرن رأي الزوج طاعةً لله، ووجدن في بيوتهن بركةً انعدمت اليوم من بيوت الكثيرات من المتأثرات بالنزعة النسوية..
أو تجدها تبحث عن مكانتها وذاتها في أروقة الأكاديميات ومدرّجاتها، أو خلف مكاتب العمل، متحججة بمشروعية العمل وإباحته، وما هذا إلا من خداع الشيطان لها ليلبس عليها الحق بالباطل، فلم ينكر علماء الأمة العمل أو العلم على المرأة منذ أنْ كان علمها يقتصر على القراءة والكتابة، وعملها يقتصر على حلب المواشي وحصد الزرع وبيعها، أو الخياطة وهي قارّة في دارها، أو المساهمة في التجارة بعيدًا عن الاختلاط..
لكن لم نجد عالمًا ربانيًا يقر للمرأة حصر حياتها وكينونتها الإنسانية في زيف الدنيوية، وأن تعتبر ثغرها ومهمتها الأهم (ألا وهو البيت ورعايته وتربية الأطفال والتعبد) مجرد مهمة قليلة العائد، وأنها لا تستحق الجهد، وأنه صار الواجب عليها البحث والسعي عن المهمات ذات المكاسب المادية العالية (وكم تشبه المرأة المتأثرة بالنسوية هنا: الرجل الذكوري الجاحد لمكانتها المتفردة! فكلاهما يحقران مهمة المرأة وطبيعتها الإنسانية)، بل ويُسخّف من قداسة الحياة الأسرية، والعلاقة الزوجية بما فيها من حب ومودة واحترام، وإعطاء كل ذي حق حقه...
وتلك النظرة ذات البعد البراجماتي الذي يحصر قيمة الشيء في نفعه المادي، يسحق الأنوثة داخل المرأة سحقًا.. "

(لصوص الصحة النفسية... أين ذهبت الطمأنينة والسوية النفسية؟، نور النومان، مركز دلائل، الطبعة الأولى ١٤٤٣هـ/ ٢٠٢٢م، ص٨٤-٨٥)

https://t.me/o_alshair