Get Mystery Box with random crypto!

تقريب الوصول إلى علم الأصول، ابن جزي الغرناطي رحمه الله (ت٧٤١ه | قناة عبيد الظاهري

تقريب الوصول إلى علم الأصول، ابن جزي الغرناطي رحمه الله (ت٧٤١هـ):


هذا الكتاب الموجز والقريب في المبنى والمعنى، من المختصرات التي يمكن تسميتها بـ"ما لا يسع متخصص العلوم الشرعية جهله من علم الأصول"

المؤلف رحمه الله من المتميزين في التعبير عن العلوم بلغة سلسة متينة، وكتبه لها مكانة عند العلماء، سواء تفسيره أو قوانينه الفقهية أو هذا الكتاب.. وكلها تستحق أن تكون أصلا يُرجع له في التكرار والاستذكار للعلم.

هذا الكتاب وضعه لابنه، ورتبه ترتيبا حسنا، وقد استفاد من الغزالي وغيره في الترتيب وسبك المادة.
وقد وضع الفنون والأبواب الكبرى لعلم الأصول على نمط النظريات العلمية، فمثلا:
الفن الأول: تعرض فيه لعدة نظريات كالتعريف، والبرهان، وشيء من أسس نظرية المعرفة، وهذا الفن خلاصة جيدة في المنطق، نافعة في العلم ببعض المصطلحات والمباحث، ولا يخفى ما للمنطق من تمدد واسع في التراث الإسلامي كافة بخاصة قسم التصورات.

الفن الثاني: جعله في نظرية المعنى، ونظريات أخرى متصلة بها كنظرية الوضع والاستعمال والبيان والخطاب ونحوها.

الفن الثالث: في نظرية التكليف والحكم الشرعي، وإطاره العملي الوضعي.

الفن الرابع: خصه بنظرية الدليل، وما يتبعه من أسس عقلية ومصلحية معتبرة في الاحتجاج.

الفن الخامس: نظرية الاجتهاد والترجيح وما يتعلق بهما.

بهذه الفنون رسم كتابه، وقد جعله في خمسين بابا موزعة بالتساوي على الفنون، وتضمن أيضا بعض الفروع والاستدراكات.

فالكتاب عموما (في نظري) ممتاز لغير المتخصص في الفقه والأصول، وللمتخصص أيضا كمراجعة وتدريس، وأعتبر مثله من الواجب العيني على كل منتسب للتخصصات الشرعية كالتفسير وعلوم القرآن، والحديث وعلومه، واللغة وفنونها..
بل من المتعين ألا يكون الباحث باحثا في العلوم الشرعية حتى يأخذ نصيبا وافرا من هذا العلم؛ لاتصاله بقضايا كبيرة مؤثرة في الفهم ونمط التعامل مع التراث عموما ونصوص الوحيين خصوصا.


رحم الله ابن جزي، وفتح علينا وعليكم.


محمد بن حسين الأنصاري

https://t.me/InterdisciplinaryResearch