قال الشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله: أذكر مرة إلتقيت برجل م | القُرَّآنُ الكَرِيم وَعُلُومه
قال الشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله:
أذكر مرة إلتقيت برجل من جزر القمر كان نصرانيا مَنَّ الله عليه بالإسلام وجعل اسلامه أن يذهب إلى مؤسسة علمية تُدَرِّسُ الاسلام ليتلقى دينه فيها. فذهب إلى مؤسسة علمية في دولة من الدول قائمة على علم الكلام ودرس عندهم، وتوسّع في الدراسة عندهم، فكان جالسا عندي في زيارة له في المدينة دعوتُهُ أتحدث معه. قلت له: أنت ماذا درست في العقيدة ؟ قلت له: نختار مسائل وأريد أعرف ماذا درست فيها. أين الله ؟ قال: الله في كل مكان. قلت له: هذا الفهم من أين أخذته ؟ قال: الأساتذة درسونا إياه في الجامعة. قلت: طيب، ما الدليل على ذلك ؟ قال: الأستاذ ذكر لنا أدلة مقنعة ما تحضرني. يقول: لكن أدلة عقلية، وكلام قوي مقنع، لكن ما يحضرني. يقول: أقنعنا الشيخ أن الله في كل مكان بأدلة عقلية مقنعة وواضحة. قلت له: ما تذكرها حتى ننظر في هذه الأدلة المُقنعة ؟ قال لي: ما أتذكر، لكن كلام الشيخ أعجبني -وأثنى عليه- واقتنعت أنا. قلت له: طيب، اسمع أعرض عليك الأدلة التي في القرآن، والأدلة التي في السنة التي في هذا الباب، وأريد أن أفهم منها ماذا تفهم. وبدأت أسوق له عشرات الآيات في اثبات العلو لله -سبحانه وتعالى- من القرآن. وأكثرت عليه من الآيات قصدًا. ثم أكثرت عليه من الأحاديث في هذا الباب. وكل آية أو حديث أوضح ما تدل عليه باختصار. قلت له: ماذا فهمت من هذه، وماذا تدل عليه ؟ قال: علو الله، تدل على علو الله على خلقه. قلت له: واضحة ؟ قال: نعم. قلت له: أيها أقوى في الإقناع هذه أو التي قال لك الشيخ ؟ قال: لا، هذا كلام واضح وبين. • حتى قال لي: الله أعلم بنفسه، هذا كلام واضح. •ثم قال لي بالحرف الواحد: لماذا هؤلاء المجرمين أخفوا عنا هذه الآيات ؟! •يعني يقول: أنا أسلمت وأردت الدين، أنا أسلمت وأردت دين الله -عز وجل- . •أردت دين الله ما أريد عقولهم أنا !! •فلماذا أخفوا عني هذه الآيات ؟! •لماذا أعطوني العقيدة وما أعطوني هذه الآيات. يقول: أنا هذه تكفيني، تكفيني هذه الآيات. ثم سألته سؤالاً عجيبا، وكنت أتوقع جوابه: قلت: قبل أن تسلم ماذا كنت تعتقد في هذا الباب ؟ قال: أعتقد أنّ الله في السماء. قلت له: بأي دليل ؟ قال: بالفطرة، لأنّ فطرتي تدعوني أنّ الله في السماء. لكن كلمته كانت بهذا الحرف: قال لي: هؤلاء المجرمون لماذا أخفوا عنا هذه الآيات؟! يعني: يعطيه العقيدة كلها على علم كلام! ما يسمع آية! كأنّ القرآن ما بُيِّنت فيه العقيدة! والعقيدة ما تتبيّن إلا بفلسفة وبمنطق، لو أنه كذا لكان كذا !! وفلسفة عريضة وطويلة، والآيات لا تُذكر !!
شرح منهج و دراسات لآيات الأسماء والصفات للعلامة محمد الأمين الشنقيطي المجلس (-٣-).
