2019-01-24 22:11:18
حسناً، صديقي الطبيب سألني أمس ماذا يؤلمك ؟ وبماذا تشعر ! هل تنام ؟ !
بعد أن لاحظ أن "كرشي" صَغُر، و وجهي شاحب مصفر !!
اخترعت بعض الأقاويل أقصد بعض المشاعر، كالغثيان، والصداع وألم أسفل البطن
وحين أصر علي ! ولأنه يعرف صديقه أكثر مني " أنا " قلت له أني خائف
- خائف من ساعة الجدار التي تدق كثيراً وصوتها عال - حاول اقناعي ان صوتها عادي كأي ساعة في أي بيت .. لكنها لم تكن ساعة عادية !
لماذا تشير دائماً للواحدة ليلاً طيلة الليل ! ونهاراً تعود عادية ! ولماذا هذا " الوهج " الصاعد منها !
إنها تخيفني كثيراً
الخزانة، تبقى مفتوحة، حاولت إغلاقها لكن ما إن أدير ظهري تعود فتفتح فمها كأنها جائعة !!! الملابس بها مرتبة ! كلها مرتبة، القمصان مكانها، البناطيل مكانها .. الجوارب مكانها، القبعة البيضاء التي يلف إطارها طوق ورد مكانها، حتى الزهرة التي في المنتصف لا زالت كما هي مقضومة ! حين أنتهشها "رعد " حصان جارنا ! لم ترمها ولم تخاف ! ضحكت كثيراً وقتها وقالت للحصان " الأزعر " سأعتبرها قبلة أو "عربون" صداقة .. لا زالت مكانها معلقة على باب الخزانة هناك، لكن أحياناً أرى نحلاً يطوف فوق الوردات مع أنها مجففة لا رحيق فيها !!
صحيح رعد كثيراً ما يأتي في الرابعة فجراً يدق نافذة غرفة النوم ! يخفيني صوت صهيله يوترني كثيراً، فأخنق رأسي تحت الوسادة محاولاً تخفيف وصول صوته أقصد وسادتها فيها خصل متشعبه من الجانبين
الغريب أن شعرها لم يكن طويلاً ! كان يلامس رأس كتفها ببرودة و رقة، وأحياناً كانت تعاقبيني حين أكثر من تناول السكر و يزداد وزني وأطلب كنزات واسعة جديدة كانت "تقصه" لأسفل خدها، الغريب في الأمر أن خصلاتها طويلة جداً، وكثيفة وتمتد من الوسادة وتلامس الأرض !
.
أعلنت الشرطة عن وفاة مواطن بطريقة غريبة "داخل شقته" وتشير التحريات الأولية إلى أن المواطن " م . م " مات مشنوقاً بحبل طويل مربوطاً فوق سريره !
وقد اشارت التحقيقات أن البيت لا يوجد فيه أي اشارات تدل على السرقة و دخول اللصوص !
هذا وقد اشار المحقق الى ان البيت كان بحالة غريبة كانت خزائن غرفة النوم "محطمة و مفتوحة" وساعة الجدار مكسورة وهي تشير الى الواحدة ! و قبعة ممزقة في وسط الغرفة ! والنافذة مكسوره بشكل غريب !! الزجاج لم يتناثر على الارض، انما بقي مكانه !
والمجوهرات والنقود مكانها .. فلا يوجد اشتباه لأي سرقه
بالإضافة الى وسادات مفرغة القطن و ممزقة ! ورسالة معطرة ومكتوبة بعناية .
هذا وقد قال احد جيرانه الذي يسكن قريب منه في الشارع المقابل اثناء التحقيق : كان لا يخرج من البيت كثيراً ويبقى وحيداً، يجلس احياناً في الحديقة ويستمع لموسيقى سيئة وحزينة .. قبل الحادثة المؤسفة بيومين رأيته في الاسطبل عند " رعد " حصاني، كان يربت على ظهره ويجدل شعره وينظر له بطريقة غريبة ! وحين لاحظ وجودي، هرب مسرعاً !
صديق المنتحر "س . ع" وهو طبيب يعمل في عيادة الحي المجاور "ب" كان يأتي إلي ويحدثني عن اشياء غريبة ! تحدث في منزله، حاولت اقناعه بأنها تخيلات، كصوت الساعة و الخزانه وحصان يطرق النافذة .. حاولت عدة مرات بأن أخرجه من حالة الاكتئاب التي كان فيها ! لكني فشلت للأسف !
سبب إكتئابه هو موت زوجته، كان يحبها كثيراً ولم يصدق موتها وأقنع نفسه انها مسافرة وستعود قريباً، كان يحبها كثيراً ويوم جنازتها لم يحضر بقي يُقلم شجرتها المفضلة في فناء البيت !
كان مُصر أنها تأتي كل ليلة وترتدي قبعتها وتعد الوردات ! كان يقول أن حصان جارهم كان يأتي إليهم حين تكون موجودة، يحتفظ بجدلات شعرها في الدرج ويخبئ بعض الخصلات اسفل الوسادة، كان يمشط الجدلات ويعرضها للشمس كل فترة، و يغسلها بشامبو "ضد القشرة"
أخر مرة التقينا فيها قال
" إن لم تأتي هذه الليلة سأذهب انا عندها"
.. أظنها لم تأتي، و ذهب
- أغلقت القضية
725 viewsLAi LA, 19:11