وقفنا المرة إللي فاتت عند رسول الله ﷺ لما كان بيدعو الناس في السر لمدة ثلاث سنوات، في السنة الأولى من البعثة يُقال إنه اتولد لرسول الله ﷺ ولد وسماه عبد الله، لأن الموضوع فيه خلاف بين العلماء، في علماء قالوا إنه اتولد قبل البعثة وعلماء قالوا اتولد بعد البعثة
وكنا قلنا قبل كده إن أبناؤه كانوا القاسم وزينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة، وقلنا إن القاسم مات ومتبقاش غير البنات، دلوقتي رسول الله ﷺ رُزق بولد تاني من زوجته خديجة، فهو لم يتزوج غيرها فهي حملت تسعة اشهر وولدت ولد تاني بعد أربع بنات وموت الولد الأول، فأكيد طبعا الفرحة هتبقى مختلفة ولد على أربع بنات عدت الأيام ومات عبد الله، مات وهو صغير
☆في ناس لو حصل معاها كده تقعد تقول والعياذ بالله طيب ليه بتعطيهولي يارب من الأول لما أنت هتأخذه مني تاني، ليه تعلقني بيه من البداية...كان بلاشه أحسن
وطبعا ده إعتراض على قضاء الله، والناس دي مش فاهمة إن الإنسان مش هيأخذ أجر الصابرين غير لما يتعرّض لمواقف شديدة يبان فيها صبره، زي الطالب بالضبط، مش هيبان مذاكرته وتفوقه وذكاؤه إلا لما يتحط في الإمتحان
رسول الله ﷺ لم يعترض ورضي بقضاء الله وكمّل حياته في الدعوة إلى الله، لأن الدنيا مش بتقف على موت أحد وكأن ربنا بيقول لنا أهه بشر زيكم ومكنش عنده غير بنات وأولاده الصبيان بيموتوا ، عادي يعني الحياة بتمشي...مش نهاية الكون..أيوة الإنسان ممكن يحزن لكن ميخليش الحزن ده يوقّف حياته
خلال الثلاث سنوات الأولى من البعثة أسلم ستون رجل وامرأة فقط من قبائل متفرقة في مكة، يعني لو افترضنا إننا نقسم العدد ده على الثلاث سنوات هنلاقي إن كل سنة بيسلم حوالي عشرين شخص والداعية هو رسول الله ﷺ الصادق الأمين إللي مفيش أحد في أخلاقه ولا في بلاغته ولا في قوة اقناعه، ومع ذلك أسلم العدد القليل ده فما بالنا باللي أقل منه ...كل حاجة حصلت مع رسول الله ﷺ لها معنى ومغزى، وكأن ربنا بيقول لنا اصبروا ومتستعجلوش، الدعوة عايزة صبر وطولة بال، إللي أحسن منكم لم يُسلم على إيده غير القليل فمتستعجلوش من الناس إللي أسلمت في الثلاث سنوات دول كان 《خَبّاب بن الأَرَت》و《مصعب بن عمير》و《عبد الله بن مسعود》و《جعفر بن أبي طالب》و《سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل》 فاكرين زيد بن عمرو بن نفيل إللي كان موحد على دين إبراهيم عليه السلام وكان مستني نبي آخر الزمان ودعا الله إن ابنه يكون صاحب النبي ده وسعيد بن زيد ده كان متزوج من ابنة عمه فاطمة بنت الخطاب أخت عمر بن الخطاب، فأسلمت فاطمة مع زوجها سعيد، وكان إللي بيُسلم بيخفي إسلامه، والناس إللي أسلمت دي كان اسمهم الرّعِيل الأول، يعني السابقون إلى الإسلام، وكل إنسان رأى رسول الله ﷺ أو اجتمع معه وآمن به واستمر على إيمانه حتى مات رسول الله ومات أو مات هو على الإيمان فده كده اسمه صحابي
فالستين رجل وامرأة الذين آمنوا برسول الله ﷺ دول اسمهم صَحابة
☆قبل ما نبدأ في الدعوة الجهرية هنقول قاعدة مهمة لأنها مستمرة معانا في شرح السيرة وكمان دي عقيدتنا كمسلمين وهي: إن القرآن الكريم《 كلام الله》 يعني كلام ربنا تكلم به بصوت وحرف ولكن بطريقة تليق بجلاله وكماله، ولله المثل الأعلى مش احنا بنتكلم كلام عبارة عن صوت وحروف ؟ أهه برده القرآن ربنا تكلم وقال القرآن ، يعني القرآن مش مخلوق زي السماوات والأرض وزي البشر والقرآن لم ينزل سور كاملة على بعض، ولكن نزل آيات متفرقة على حسب الاحداث والمناسبات، يعني ممكن النهاردة تنزل آية من سورة البقرة، غدا أربعة آيات من سورة الشعراء وهكذا، يعني لما كانت تحصل حاجة ربنا يقول لجبريل آيات القرآن وجبريل يأخذ الآيات 《من الله مباشرة》 ويقولها لرسول الله ﷺ، يعني ربنا بينَزّل الآيات على جبريل وجبربل ينزلها على محمد رسول الله ﷺ ورسول الله ﷺ يقولها للناس
لكن مش معنى إن القرآن نزل آيات متفرقة يبقى أي حد يحط أي آية مكان الثانية لأن ترتيب الآيات في المصحف توقيفي، يعني رسول الله ﷺ فقط هو إللي رتبها الترتيب إللي احنا عارفينه ده بوحي من الله يعني كان بيقول لكُتّاب الوحي خلوا آية كذا وييجي بعدها آية كذا في سورة كذا، والقرآن كله عبارة عن مائة وأربعة عشرة سورة، نزل منها اثنان وثمانون سورة في مكة، السورة المكية التركيز فيها هيكون على العقيدة يعني من هو الله والإيمان بالغيب ويوم القيامة والأحداث إللي هتحصل فيه، وكمان هيحكي لهم أحداث الأمم السابقة ويدعوهم للتفكير العقلي المنطقي هل الكلام ده مقنع ولّا لأ يعني دي قاعدة ربنا بيضعها لأي إنسان عايز يتعلم الدين، تبدأ بالعقيدة يعني تعرف مين هو الله ، وإيه هو اليوم الآخر ويعني إيه جنة ونار وشكلهم إيه، ونتعلم أخبار الأمم السابقة عشان نتعظ ومنقعش في نفس أخطائهم، ومع ده كله نتدبر في الآيات والكون وفي أحداث حياتنا عشان الإيمان يدخل القلب والعقل
