2022-06-01 22:00:58
#مقال_سياسي
#لماذا_لم_ترد_المقاgمة ؟
شهدت الأيام الأخيرة توترا وصل ذروته يوم 29 مايو بعد قيام الاحتلال بتمرير مسيرة الأعلام من باب العمود إلى باحات المسجد الأqصى، وسبق المسيرة تبادل تهديدات ما بين أطراف الصراع .
يأتي اعتزام المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية على تمرير المسيرة في سياق رد الاعتبار للصهيونية الدينية التي باتت تسيطر على الأغلبية العظمى من الشعب الإسرائيلي؛ وكذلك للسعي على نيل رضا الشعب على أداء حكومة بينيت وأنها ستنجح بما لم تنجح به حكومة نتنياهو سابقا؛ كانت المسيرة بمثابة تحدٍ أمام بينيت ليثبت ولاءه لليمين المتطرف الذي ينتمي له؛ حيث أن المسيرة أكسبته ثقة كبيرةمن الشعب الإسرائيلي؛ حيث أن استطلاعات الرأي بعد مسيرة الأعلام تشير إلى ازدياد رصيد الصهيونية الدينية {أحزاب اليمين} بشكل غير مسبوق؛ حيث وصل رصيدهم 80% من نسبة الأصوات في أي انتخابات قادمة .
المقاgمة في غزة بدورها رفعت سقف التهديدات والتحذير من سير المسيرة من باب العمود، وهددت بالرد على ذلك؛ الأمر الذي زاد التحدي بين الأطراف .
المقاgمة راهنت على تثوير ساحة الضفة الغربية والداخل المحتل واشعالها كخط أول للمواجهة قبل دخول غزة لها؛ إلا أن المقاgمة خسرت الرهان ولم يكن حجم التحرك في الضفة والداخل المحتل بالصورة المطلوبة الذي يستوجب دخول غزة للمواجهة وإعلانها حرب دينية وهبة شعبية في وجه الاحتلال .
في الجانب الآخر من المشهد العدو يسعى جاهدا لكسر القاعدة التي ثبتتها المقاgمة بعد معركة سيف القدس وهي قاعدة ربط الجبهآت بغزة، فمنذ انتهاء المعركة والعدو يخوض معاركه في سبيل تشتيت الجبهآت .
أما توقيت المسيرة فكان حرجا للغاية، فالعدو منذ شهر كامل قد بدأ مناورة عسكرية {عربات النار} تدرب فيها الجيش الإسرائيلي على محاكاة حرب على كل الجبهات؛ وكان مقررا أن تُختتم هذه المناورة بضربة لقطاع غزة وساحة الضفة والداخل المحتل والتأهب على حدود لبنان لرد أي اعتداء، الهدف من هذه الضربة هو اجتثاث معاقل المقاgمة في غزة والضفة وإعادة غزة سنوات للوراء .
العدو ليس بحاجة لرد من المقاgمة لمهاجمتها، بل إن خطته كانت معدة لضرب المقاgمة وهي في أعلى درجات الاستعداد؛ الأمر الذي زاد العبء أمام المقاgمة كيف سترد والسماء مُلبدة بالطائرات المذخرة لضرب منصات الاطلاق؛ وكذلك بطاريات القبة تم نشرها في تخوم القطاع لصد ما يزيد عن 80% من القوة الصاروخية ؟
فمن الأحمق الذي سيقدم شعبه ومقدرات مقاgمته لعدو متدرب وعلى أهبة الاستعداد للرد وفق خطط وسيناريوهات معقدة .
العدو في ذلك اليوم قام بتسيير عدة باصات ذكاء اصطناعي دون سائق او ركاب على الحدود الشرقية للقطاع؛ للإيقاع بالمقاgمة وجرها للتصعيد، وكذلك أطلق طائرات مسيرة في أجواء غزة كانت تحلق على مستويات منخفضة وجعلها في بؤرة استهداف المقاgمة لاستدراجها .
لا يوجد تكافؤ على الاطلاق ما بين قوة الاحتلال والمقاgمة؛ فالعنصر الذي يُكسب المقاgمة قوة هو عنصر المفاجئة والمباغتة؛ حيث أن هذا العنصر يجعلك بثلاثة أضعاف قوتك إذا توفر، وللأسف هذا العنصر كان مفقوداً في يوم ٢٩ !
أمر آخر كيف ستضرب عدوك وهو في كامل الاستعداد لضربك فهذا قمة الغباء والتهور ؟!
أخيرا من قواعد الحرب السليمة هو عدم الانجرار لمخططات العدو وأن يسحبك لمربعه، فحينها تكون قد وقعت بالفخ، وهل يقبل عاقل بذلك؟
الشيء المؤسف أن الوفد الأمني المصري كان سيُقدم غزة طعما للاحتلال لتمرير مخططاته؛ حيث طلب الوفد المصري من وفد الفصائل بضرورة الرد على مسيرة الأعلام وعليكم كسر عظام العدو، الأمر الذي وضع المؤسسة الأمنية للمقاgمة في حالة ريبة وشك .
مما كشفته المؤسسة الأمنية عن الضربة التي كانت مُعدة لغزة، شيء يفوق الخيال من الدمار لغزة، فأكثر من 100 طائرة حربية كانت على أهبة الإستعداد للاقلاع للضربة الأولى على غزة والتي كانت ستعيد غزة عشرات السنوات للوراء، لا أقول ذلك لزيادة الرهبة في قلوبكم، ولكنني أقوله من باب استحضار لطف الله ومعيته لنا ولمقاgمتنا أن ألهمها الله الرشد والسداد لتجنب ذلك الدمار والخراب الذي كان سيحل بأهل غزة واجتياح للضفة الغربية بشكل متزامن .
الحدث لم ينتهِ بعد، وكذلك الحرب لم تبدأ، لا زالت كل الأطراف في حالة تأهب وترقب، والمقاgمة لم تقل كلمتها بعد، ولديها ما تقوله في قادم الأيام .
#الله_غالب
284 views19:00