Get Mystery Box with random crypto!

خرجت زينب تستقبل أبا العاص على أبواب مكة، لم تكن تدرك أن الحب | قصص و عبر اسلامية ✍

خرجت زينب تستقبل أبا العاص على أبواب مكة، لم تكن تدرك أن الحب الذى كَتب لزوجها حياة جديدة كان هو نفسه الثمن، “عودي إلى أبيكِ يا زينب”. 
خنقته العبرة، فما استطاع أن يتمالك نفسه، ولا أن يُشيّعها إلى أطراف البادية حيث كان في انتظارها خارج مكة زيد بن حارثة ورجل من الأنصار! ومضى يقول لأخيه كنانة بن الربيع: “يا أخي إنك لتعلم موضعها من نفسي، فما أحبّ أن لي امرأه من قريش غيرها، وإنك لتعلم ألا طاقة لي بأن أفارقها، فاصحبها عني إلى طرف البادية حيث ينتظر رسولا محمد، وأرفق بها في السفر، وارعها رعاية الحرمات، ولو نثرت عليها كنانتك (أي لا تدخر جهداً حتى آخر سهم) لا يرنو منها رجل حتى تبلغ” أي حتى تصل المدينة..
*
ظلت زينب ترفض الخطاب لمدة ست سنوات على أمل أن يعود إليها زوجها، حبيبها وأبو ولديها وابن خالتها..
وفي ليلة، طرق بابها قبيل أذان الفجر فسألته حين رأته بلهفة: “أجئت مسلما؟” قال: “بل جئت هاربا”، سألته وبصيص أمل يلوح في الأفق: “فهل لك أن تسلم؟”، فرفض فقالت بصوت متحسر وحزين: “لا تخف مرحبا بابن الخالة. مرحبا بأبي علي وأمامة”.
حكى لها أبو العاص أنه كان يقود قافلة بتجارة قريش إلى الشام، وعند عودته التقته سرية من المسلمين فأصابوا كل ما معهم وهرب هو منهم وتسلل حتى وصل إلى خيمتها. لم يكن يدرك أن روحها ارتدت إليها وهي تراه يدخل عليها.
وبينما سيدنا النبي يؤم المسلمين في صلاة الفجر، وقبل أن ينهى صلاته سمع صوتا يقول: “أيها الناس إني أجرت أبا العاص”. كان يعرف أنه صوت زينب، فقال للمصلين: “أما والذى نفس محمد بيده.. ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم”، وصمت.
فقالت زينب: “يا رسول الله إنّ أبا العاص إن بعُد فابن الخالة وإنْ قرب فأبو الولد وقد أجرته يا رسول الله”، فقال النبي: “يا أيها الناس إنّ هذا الرجل ما ذممته صهرًا. وإنّ هذا الرجل حدثني فصدقني ووعدني فوفّى لي. فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود إلى بلده، فهذا أحب إلي. وإنُ أبيتم فالأمر إليكم والحق لكم ولا ألومكم عليه”.
فقال الناس: بل نعطه ماله يا رسول الله.
فقال النبي: قد أجرنا من أجرتِ يا زينب.
ثم ذهب إليها عند بيتها، وقال لها: “يا زينب أكرمي مثواه فإنّه ابن خالتك وإنّه أبو العيال، ولكن لا يقربنك، فإنّه لا يحل لك”.
فقالت: نعم يا رسول الله.
نظرت زينب إلى أبي العاص قائلة: “فيم هذا العذاب؟ يا أبا العاص أهان عليك فراقنا. هل لك إلى أنْ تُسْلم وتبقى معنا”.
فقال: “حتى يقضى الله فينا أمره”، فقالت: “يرحمنا الله”.
*
أمام الكعبة وقف أبو العاص يوزع أموال التجارة الرابحة على أصحابها..
وبعد أن فرغ قال: “يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه؟”.
فقالوا: “لا.. جزاك الله خيرا فقد وجدناك وفيا كريما”.
فنظر إليهم ورفع صوته قائلا: إذن فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
*
دخل المدينة فجرًا وتوجه إلى النبي، وقال: “يا رسول الله أجرتني بالأمس واليوم جئت أقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله”، ثم أضاف برقة: “يا رسول الله هل تأذن لي أنْ أراجع زينب؟”.
فأخذه النبي وقال: تعال معي.
ووقف على بيت زينب وطرق الباب، وقال: “يا زينب إنّ ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أنْ يراجعك فهل تقبلين؟”.
فأحمرّ وجهها وابتسمت.
*
عاش أبو العاص مع زينب عاما بعد أن زوجه النبي إياها من جديد..
ثم ماتت زينب رضي الله عنها وأرضاها..
فبكاها بكاءً شديدًا حتى رأى الناس رسول الله يمسح عليه ويهون عليه. فيقول له: “والله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب”.
فمات بعد سنه من موت زينب.
#قصة_وعبر_اسلامية