2022-05-28 16:15:19
دروس من هدي القرآن الكريم
الصرخة في وجه المستكبرين
ملزمة الأسبوع | اليوم الأول
ألقاها السيد / حسين بدرالدين الحوثي
بتاريخ 3/ذو القعدة/1422هـ | 17/1/2002م | اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قلنا في الأسبوع الماضي في مثل هذا اليوم: مناسب جـداً أن نجتمع كل يوم خميس في هذه القاعة ولتكن جلسة، ممكن أن نسميها حتى جلسة تخزينه، نخزن جميعاً، بدل أن نكون بشكل مجموعات كل مجموعة تخزن في بيت، في هذه القرية، وفي تلك القرية، وبدل أن تتحدث كل مجموعة لوحدهـا عـن الأحداث التي تدور في العالـم فـي هـذا الـزمـان، فلنتحـدث جميعاً، بدل أن نتحدث كمجموعات في بيوتنا في جلسات القات، فتنطلق التحاليل الخاطئة والمغلوطة، وينطلق التأييد والرفض المغلوط في أكثره، داخل هذه المجموعة وتلك المجموعة وتلك المجموعة من المخزنين في مجالس القات، وبدل أن نتحدث كمجاميع هكذا مفرقة في البيوت حـديثـاً أجوف، تحليلاً لمجرد التحليل، وأخبار لمجرد الفضول، وبطابع الفضول نتناولها، ثم نخرج وليس لدينا موقف، من تلك المجموعة ومن تلك المجموعة ومن تلك المجموعة، تخرج كل مجموعة وليس لها رؤية معينة، ولا موقف ثابت، تتقلب في حديثها ومواقفها تبعاً لما تسمعه من وسائل الإعلام.
فتكون النتيجة هي أن يهلك الناس أنفسهم، تكون النتيجة هي أن يخرج هذا أو ذاك من ذلك المجلس، أو من ذلك المجلس في هذه القرية أو تلك القرية ولا يدري بأنـه قـد تحـول إلى كافر أو يهودي أو نصراني من حيث يشعر أو لا يشعر، وبالطبع من حيث لا يشعر.
فلنجتمـع هنـا ولنخـزن ولنتحـدث، ولكـن بروحيـة أخرى، نتناول الأحـداث ليسـت على ما تعودنا عليه، ونحن ننظـر إليها كأحداث بين أطراف هناك وكأنها لا تعنينا، صراع بين أطراف هناك، وكأننا لسنا طرفاً في هذا الصراع أو كأننا لسنا المستهدفين نحن المسلمين في هذا الصراع. نتحدث بروحية من يفهم أنه طرف في هذا الصراع ومستهدف فيه شاء أم أبى، بروحية من يفهم بأنه وإن تنصّل عن المسئولية هنا فلا يستطيع أن يتنصّل عنها يوم يقف بين يدي الله.
نتحدث - أيضاً - لنكتشف الكثير من الحقائق داخل أنفسنا، وفي الواقع، وعلى صعيد الواقع الذي نعيشه وتعيشه الأمة الإسلامية كلها، نتحدث بروح عملية، بروح مسئولـة، نخـرج برؤية واحدة بموقف واحد، بنظرة واحدة بوعي واحد، هذا هو ما تفقده الأمة.
نحن نعرف جميعاً إجمالاً أن كل المسلمين مستهدفون، أو أن الإسلام والمسلمين هم من تدور على رؤوسهم رحى هذه المؤامرات الرهيبة التي تأتي بقيادة أمريكا وإسرائيل، ولكن كأننا لا ندري من هم المسلمون.
المسلمون هم أولئك مثلي ومثلك من سكان هذه القرية وتلك القرية، وهذه المنطقة وتلك المنطقة، أو أننا نتصور المسلمين مجتمعاً وهمياً، مجتمعاً لا ندري في أي عالم هو؟ المسلمون هم نحن أبناء هذه القرى المتناثرة في سفوح الجبال، أبناء المدن المنتشرة في مختلف بقاع العالم الإسلامي، نحن المسلمين، نحن المستهدفون. ومع هذا نبدو وكأننا غير مستعدين أن نفهـم، غيـر مستعديـن أن نصحـوا، بـل يبدو غريباً علينا الحديث عـن هـذه الأحـداث، وكأنها أحداث لا تعنينا، أو كأنها أحداث جديدة لم تطرق أخبارها مسامعنا، أو كأنها أحداث وليدة يومها.
فعلاً أنـا ألمـس عندمـا نتحـدث عـن قضايا كهذه أننا نتحـدث عـن شيء جديد، ليس جديداً إنها مؤامرات مائتـي عام من الصهيونية، من أعمال اليهود، خمسين عاماً من وجود إسرائيل، الكيان الصهيوني المعتدي المحتل، الغُدّة السرطانية التي شبّهها الإمام الخميني رحمة الله عليه، بأنها (غدة سرطانية في جسم الأمة يجب أن تُسْتأصَل).
إن دل هذا على شيء فإنما يدل على ماذا؟ يدل على خبث شديد لدى اليهود، أن يتحركوا عشرات السنين عشرات السنين، ونحن بعد لم نعرف ماذا يعملون. أن يتحركوا لضربنا عاماً بعد عام، ضرب نفوسنا من داخلها، ضرب الأمـة مـن داخلهـا، ثـم لا نعلم من هم المستهدفون، أليس هذا من الخبث الشديد؟ من التضليل الشديد الذي يجيده اليهود ومن يدور في فلكهم؟
فلنتحدث لنكتشف الحقائق - كما قلت سابقاً - الحقائق في أنفسنا، ولنقل لأولئك الذين تصلنا أخبار هذا العالم ومـا يعملـه اليهـود عن طريق وسائل إعلامهم، هكذا نحن نفهم الأخبار، هكذا نحن نفهم الأخبار.
ما هي الحقيقة التي نريد أن نكتشفها داخل أنفسنا؟ هي: هل نحن فعلاً نحس داخل أنفسنا بمسئولية أمام الله أمـام مـا يحـدث؟ هـل نحـن فعـلاً نحـس بأننـا مستهدفون أمام ما يحدث على أيدي اليهود ومن يدور في فلكهم من النصارى وغيرهم؟
عندمـا نتحـدث عـن القضيـة هـذه، وعن ضرورة أن يكـون لنـا موقـف هـل نحـن نُحِـسّ بخوف في أعماق نفوسنا؟ وخوف ممن؟ بالطبع قد يكون الكثير يحسون بخوف أن نجتمع لنتحدث عن أمريكا وعن إسرائيل وعن اليهود وعن النصارى. ولكن ممن نخاف؟ هل أحد منكم يخاف من أمريكا؟ لا. هل أحد منكم يخاف من إسرائيل؟ لا.
73 views13:15