تكفير أئمة المسلمين! في الفترة الأخيرة انتشرت خلافات كثيرة بي | غُرَبَاء
تكفير أئمة المسلمين!
في الفترة الأخيرة انتشرت خلافات كثيرة بين طلاب العلم الكِبار، أحدهم يكفر إمام مسلم كبير له قدره أمثال الإمام أبي حنيفة والنووي وغيرهم، والآخر يرد عليه
وكذلك الطعن في بعض الشيوخ أو طلاب العلم الكبار، وبرامجهم العلمية
الأمر تحول لحلبة مصارعة، شيخ يطعن في آخر، وطلاب كلا الشيخيين يطعنوا في بعض، ويتطاولوا، ويدافعون عن شيخهم كأنه معصوم
وعندي ملاحظات على ذلك:
- مبدئيًا ليس هناك شخص معصوم غير سيد الخلق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأي شيخ أو طالب علم يؤخذ منه ويرد، وطبيعي أن يقع في بعض الأخطاء، مهما كبر واشتهر وكان له من فضل في الدعوة وإنشاء البرامج التعليمية والمشاريع الدعوية المختلفة
- التساهل في التكفير، هذه فادحة عظيمة، أنت تكفر شخص وتحكم عليه أنه خرج عن دين الإسلام، أمر عظيم، المشكلة كثير من طلاب العلم الذين يقومون بذلك جُهال، يتبعون الهوى، وليس شرع الله!
- كثير من طلبة العلم خصوصًا الذين في بداية الطريق يقلدون تقليد أعمى، ويتبعون شيخهم كأنه معصوم، وإذا طعن فيه أحد، فأنهم يهجمون عليه بشكل شرس للغاية
- طلبة العلم الصِغار أولئك المشغولين بخلافات الشيوخ وتكفير أهل العلم الكبار، لو سألتهم عن أحكام الطهارة، ما عرفوها، أنت يا بُني في مرحلة الطلب وتشغل نفسك بأمور الكبار هذه! -حتى أن بعض الكبار يتنزهون عن ما تفعل-
- أجعل لك مبدأ في طلب العلم الشرعي، أنك تطلب العلم من أي شخص معروف عنه أنه سليم العقيدة، لكن مع ذلك تتقبل فكرة أنه بشر يُصيب ويخطأ، ولا تغالي فيه، وخذ ما ينفعك
- على سبيل المثال هناك طالب علم كبير جيد ومعروف عنه سلامة العقيدة، لكن عنده إشكالية في نقطة معينة مُختلف عليه فيها، إذا لا تنبش وراء هذا الشخص، وتحول لطالب علم آخر خذ منه العلم في هذه النقطة، ولا مانع من الأخذ من الطالب الأول في ما تحتاج
- لا تربط نفسك بشيخ أو طالب معين، خصوصًا لو كنت تتعلم عبر الإنترنت، بل انفتح، وانتفع من أي شخص من أهل الفضل
- الشيوخ الحالين، مع كامل احترامنا لهم، فنحن طلابهم، لكنهم هم أشخاص أو طلاب علم كبار، سبقوك في طريق الطلب، فهو لازال يتعلم مثلك، وأكثر منك، فإذًا قد يخطأ في فهم مسألة وتكون لديه إشكالية لأنه لازال يتعلم، لكن فيما بعد قد يفهم هذي الإشكالية ويتخلص منها
- أي شخص مهما كبر وعلا في سماء العلم، فهو قد يخطأ وليس بمعصوم، فأنزل الناس منازلهم ولا تُغالي
- لا تُسلم بكل ما تسمع، وفكر فيه، وأعلم أنه قد يكون فيه خطأ، ولا تسلم لشخص بعينه، مهما كان عالمًا في مجاله، فكل شخص يُخذمنه ويرد
- الأصل أن لا تنشغل بهذه الخلافات، وتشتغل بالطلب، حتى تستطيع الحكم على ما تسمع، تعلم ما لا يسع المسلم جهله، تعلم عقيدتك الصحيحة
- أنصحك بالاستماع لكبار الشيوخ حاليًا ولا تكتفي بالشيوخ صغار السن نسبيًا، يمكنك أن تسمع لـ الشيخ مصطفى العدوى، أبي إسحاق الحويني، ابن عثيمين، محمد صالح المنجد، عثمان الخميس..
- عليك بكتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وآثار السلف الصالح
الله يُرينا الحق حقًا ويرزقنا أتباعه، ويُرينا الباطل باطلًا ويرزقنا أجتنابه، والحمدلله
