Get Mystery Box with random crypto!

﷽ سؤالٌ فِي رَوْضَةِ الْفِقْهِ: السّؤال رقم 1086: في ظلّ | رَوْضَةُ الوِلَايَة



﷽ سؤالٌ فِي رَوْضَةِ الْفِقْهِ:

السّؤال رقم 1086:

في ظلّ الظروف التي يعيشها الشعب اللبناني حالياً، ما هو رأيكم بما يحصل من الإعلان عن أسماء المحتكرين والتشهير بهم؟ فهل هذا جائزٌ من الناحية الشرعية؟ (لبنان)

الجواب: _
☆ لا شكّ أَنَّ الاحتكار من المحرّمات في الجملة، وتشتدّ حرمته بازدياد المضيقة على الناس، ويكون من أهمّ الأسباب الموجبة لانعدام الأمن الاقتصادي في المجتمع. وقد ذكرتُ في الروضة (1084) بعضاً من أدلّة ذلك، وأنّ الشارع المقدّس لا يمكن أنْ يترك السوق على حاله، ولا يتدخّل تقنيناً وإجراءً من خلال الأدوات التنفيذية المتعارفة، في قِبال الأهواء الجشعة والمشارب الفاسدة.

⊙ ثمّ إِنَّ المجتمع إذا كان في حالة حربٍ اقتصاديةٍ من قِبَلِ الأعداء، كما هو الحال فعلاً في لبنان، وبعض الدول الأخر، فلا شكّ أَنَّ عمل المحتكرين حينئذٍ يكون من أهم العوامل المساعدة على نجاح الأعداء في مشروعهم؛ لإذلال شعبٍ، وإخضاعه لرغباتهم الشيطانية، فيكون فعل المحتكر مِمّا يضرّ بالمجتمع، ويحقّق الإفساد فيه، فلو كان التشهير يساعد على ضبط الأوضاع أو تقليل الضرر، فلا مانع منه. وقد تقدّم في الروضة المشار إليها ما يدلّ على التشديد في حقّ المحتكرين حتّى في حالة الشحّ الناشئ من الجدب وقلّة المحصول، فكيف إذا كان ناشئاً من حربٍ يقودها الأعداء لإذلال الأمّة وتركيعها. وقد ورد في عهد مالك الأشتر رحمه الله قول أمير المؤمنين عليه السلام: «فَمَنْ قَارَفَ حُكْرَةً بَعْدَ نَهْيِكَ إِيَّاهُ فَنَكِّلْ بِهِ وَعَاقِبْ فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ». وجاء في التهذيب في سند قابلٍ للاعتبار على بعض المباني الرجالية، عن حُذَيْفَةَ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله عليه السلام، قَالَ: «فُقِدَ الطَّعَامُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ الله صلّى الله عليه وآله، فَأَتَى الْمُسْلِمُونَ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله قَدْ فُقِدَ الطَّعَامُ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُ شَيْءٌ إِلَّا عِنْدَ فُلَانٍ فَمُرْهُ يَبِيعُ قَالَ فَحَمِدَ الله وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا فُلَانُ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ قَدْ ذَكَرُوا أَنَّ الطَّعَامَ قَدْ فُقِدَ إِلَّا شَيْئاً عِنْدَكَ فَأَخْرِجْهُ وَبِعْهُ كَيْفَ شِئْتَ وَلَا تَحْبِسْهُ»؛ حيث يلاحظ فيه أَنَّ المسلمين ذكروا اسم المحتكر، وظاهر الحديث أَنَّه لم يكن قد وصل خبر احتكاره بالطرق المتعارفة إِلَى رسول الله صلّى الله عليه وآله قبل مجيئهم، فلم يعترض صلوات الله عليهم في ذكر اسمه، بل صدّقهم، وأمره بما ذُكِر.

⊙ وعموماً: إِنَّ احتكار الطعام والدواء والحاجات الضرورية للمجتمع، وخصوصاً في حالة الحصار الاقتصادي من قِبَل الأعداء، من أهمّ الأسباب الداعية إِلَى نجاحهم، ولا يكون جرمه بأقلّ مِمَّن يتعاون معهم في الجوانب الأخرى، فإذا كان التشهير به، موجباً لردع المحتكرين، وردع كلّ مَنْ تسوّل له نفسه الدخول في لقمة عيش الناس، وإذلالهم، فهو أمرٌ جائزٌ بلا أيّة شبهةٍ.
⊙ نعم، هذا شيء، وإقحام أسماء الناس تشهيراً وتنكيلاً، من دون أنْ يكون هناك أيّ دليل أو بيّنةٍ، كما نلاحظه في بعض وسائل الإعلام المأجورة شيءٌ آخر.

دُمْتُم بِخَيْرٍ وعَافِيَة
_
للمشاركة؛ يُمكنكم إرسال أسئلتكم عبر الضغط على هذا الرابط:
telegram.me/rawdawilaya

رابط القناة:
https://telegram.me/rawda_wilayah