Get Mystery Box with random crypto!

﷽ سؤالٌ في رَوْضَةِ الشُّبُهَاتِ وَالْحُلُولِ: السّؤال رق | رَوْضَةُ الوِلَايَة



﷽ سؤالٌ في رَوْضَةِ الشُّبُهَاتِ وَالْحُلُولِ:

السّؤال رقم 1089:

لماذا نطلب من الله تعالى في سورة الحمد الهداية بقولنا: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾، مع أَنَّ الله تبارك وتعالى قد قال في أكثر من آيةٍ في كتابه أَنَّه أنزل القرآن لهداية الناس؟ (لبنان)

الجواب: _

☆ لو أَنَّ طبيباً اخترع أدويةً لشفاء الناس، وجاءه مريضٌ في يوم من الأيام يطلب منه العلاج، فهل يصحّ أنْ يجيبه عن ذلك، بأنّي قد اخترعتُ الأدوية للشفاء والعلاج، فلماذا تطلبه منّي؟! حتماً لا.

⊙ من هذا المثال العرفي الَّذِي بدأت به الإجابة عن هذا السؤال يتّضح لنا الجواب عن سؤال السائل؛ وذلك لأنّ الله تبارك وتعالى وإنْ كان قد أنزل القرآن لهداية الناس، كما في قوله تبارك وتعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ﴾ [البقرة: 185]، إِلَّا أَنَّ هذه الهداية ليست قهرية تحصل للناس بمجرّد نزول الآيات، بل إِنَّ نزول الآيات تجعل البشرية جمعاء في معرض الهداية، لا أَنَّها تصبح مهتدية بالفعل، وأكبر شاهدٍ على ذلك الواقع الخارجي. أمّا الهداية التي يطلبها المؤمن بقوله: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾، فهي الهداية الفعلية التي تكون بحاجةٍ إِلَى عنايةٍ خاصّة من الله تبارك وتعالى، ولطفٍ منه بعباده. فالذي يستكبر عن عبادة الله تبارك وتعالى ولا يمدّ إليه يدّ الطلب والدعاء والعون يكون محجوباً عن تلك الهداية الخاصّة، كما يستفاد ذلك من قوله: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوابُ السَّماء﴾ [الأعراف: 40]، وقوله: ﴿قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً﴾ [الفرقان: 77].

⊙ فكما أَنَّ الطبيب الَّذِي ركّب الأدوية والأمصال يجعل الناس في معرض الشفاء من بعض أمراضهم، لا أَنَّه بمجرّد فعله هذا يحصل الشفاء الفعلي للمرضى، وبالتالي يمكن للمريض أنْ يستعين به رغم كونه قد وضع الأدوية في معرض الوصول إِلَى الناس؛ لأجل الاستشفاء الفعلي، وتشخيص المرض، وتعيين الدواء المناسب له، وضوابط استعماله. فكذلك فيما نحن فيه؛ فإنّ الله تبارك وتعالى برحمته الرحمانية قد وضع سبل الهداية والرشاد لكلّ البشر: ﴿إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً﴾ [الإنسان: 3]، إِلَّا أَنَّ الوصول الفعلي إِلَى الهداية الخاصة، والوقوف على الصراط المستقيم والهداية القريبة بحاجةٍ إِلَى عنايةٍ خاصّة من الله تبارك وتعالى بعباده المخلصين، والدعاء والطلب يكون دخيلاً في فيض تلك العناية الخاصة، قال تعالى ذكره: ﴿قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ [فصلت: 44].
جعلنا الله وإيّاكم مِمّن تناله عناية الرحمن...

دُمْتُم بِخَيْرٍ وعَافِيَة
_
للمشاركة؛ يُمكنكم إرسال أسئلتكم عبر الضغط على هذا الرابط:
telegram.me/rawdawilaya

رابط القناة:
https://telegram.me/rawda_wilayah