2018-11-20 10:04:10
ه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء ، فَـ الكتاب الوحيد الذي يضطر المثقف بالعلوم العصرية أن يؤمن بأنه من الله لا يزيد حرفاً ولا ينقص هو القرآن الكريم ، مِن هُنا يجب التأكيد أن القرآن من الله ، ومنه أيضاً لا شكوك في ثبوت رسالة مُحمد.
يكفينا فخراً بنعمة النبي محمداً صلوات الله عليه وعلى آله وسلم الذي خلّص أمةً ذليلةً دمويةً من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريقَ الرُّقي والتقدم، وأنّ شريعةَ محمدٍ، ستسودُ العالم لانسجامها مع العقل والحكمة.
نعم؛ هو مُحمداً وما أدراكُمْ من مُحمد !
تمعنوا ولاحظوا ما قلت وما هي ، الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان والتي تُعتبر هي سمو الغاية والنتائج المُذهلة مع قلة الوسيلة..
فمن ذا الذي يجرؤ أن يُقارن أياً من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) في عبقريته؟!
هؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنوا القوانين وأقاموا الإمبراطوريات ، ولم يجنوا إلا أمجاداً بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانَيْهم.
ولكن النبي مُحمد ” صلى الله عليه وآله وسلم “ لم يقد الجيوش ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط، وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ، ليس هذا فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة، لقد صبر النبي وتجلد حتى نال النصر (من الله).
كان طموح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) موجهاً بالكلية إلى هدف واحد، فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلى ذلك، حتى صلاة النبي الدائمة ومناجاته لربه ووفاته (صلى الله عليه وآله وسلم) وانتصاره حتى بعد موته، كل ذلك لا يدل على الغش والخداع بل يدل على اليقين الصادق الذي أعطى النبي الطاقة والقوة لإرساء عقيدة ذات شقين:
الإيمان بوحدانية الله، والإيمان بمخالفته تعالى للحوادث.
فالشق الأول يبين صفة الله *(ألا وهي الوحدانية)* ، بينما الآخر يوضح ما لا يتصف به الله تعالى *(وهو المادية والمماثلة للحوادث)* ، ولتحقيق الأول كان لا بد من القضاء على الآلهة المُدعاة من دون الله بالسيف، أما الثاني فقد تطلّب ترسيخ العقيدة بالكلمة (بالحكمة والموعظة الحسنة).
هذا هو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) الفيلسوف، الخطيب، النبي، المشرع، المحارب، قاهر الأهواء، مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة حقة، بلا أنصاب ولا أزلام، هو المؤسس لعشرين إمبراطورية في الأرض، وإمبراطورية روحانية واحدة، هذا هو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولا أُنكر أن أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة واعية وبحثت في ذلك ، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود؛ فَـ أي رجل أدرك من العظمة الإنسانية مثلما أدرك محمد ، وأي إنسان بلغ من مراتب الكمال مثل ما بلغ ، لقد هدم الرسول المعتقدات الباطلة التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق.
وصحيح أنهُ يزعم المُتعصبون *محمداً لم يقوم بهذا إلا للشهرة الشخصية ومفاخر الجاه والسلطان*
كلا والله !!
لقد كان في فؤاد ذلك الرجل الكبير المتورِّد المُقْلتين ، العظيم النفس المملوء رحمةً وخيراً وحناناً وبراً وحكمةً وإربةً ، من ونهى أفكار غير الطمع الدنيوي ، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه، وكيف لا وتلك نفس صافية ، ورجل من الذين لا يمكنهم إلا أن يكونوا مُخلصين جادين ، ووالله إني لأحب محمداً لبراءة طبعه من الرياء والتصنٌّع .
*” إنما محمد شهاب قد أضاء العالم ، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء “.*
لقد أُخِذتْ سيرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بألباب أتباعه ، وسَمتْ شخصيته لديهُم إلى أعلى علِّيِّين ، فآمنوا برسالته إيماناً جعلهم يتقبلون ما أُوحِيَ به إليه.
ومِنْ المُستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم ويعرف كيف عاش هذا النبي وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل، أحد رسل الله العظماء .
ونحن سنصف مُحمداً ، ولن ننكر ما هو عليه من عظيم الصفات وحميد المزايا، فقد خاض محمد معركة الحياة الصحيحة في وجه الجهل والهمجية، مصراً على مبدئه، وما زال يحارب الطغاة حتى انتهى به المطاف إلى النصر المبين، فأصبحت شريعته أكمل الشرائع.
*أنا من المنبهرين بشخصية النبي محمد الذي اختاره الله الواحد لتكون آخر الرسالات على يديه ، وليكون هو أيضاً آخر الأنبياء* صلوات الله عليه وعلى آله وسلم
وهذا بعض مما تحدث عنه الغربيون والمستشرقون عن الرسول صلوات الله عليه وعلى آله وسلم ويوجد لديهُم كُتب بإسم أعظم خلق الله ، والآن بعد إِتماميّ للحديث برأيكُم وبالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية ، أود أن أتساءل :- هل هناك من هو أعظم من النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)؟! ، وهل هُناك أيّ معارضة لإحياء ذكرى مولد الرسول الأعظم ، ومن هو أعظم مِن الرسول صلوات الله عليه وآله وسلم للإحتفال بيوم مولده.. ؟ هل وصلت للقليل مما كان به النبي مِن حكمة وغيرها، سأُنهي حديثي بمغزى لكي أجعل كُل شخص يعمل على قياس
314 views어둠 , 07:04