لَم تطلب السيَّدة هَاجر سِوى قِربة ماء كي تَذهب ظمأ طِفلها الصَّغير ، ورغم أنَّها كانت في الصَّحراء ، في مكانٍ مُظلم ، ومُوحِش ، إلَّا إنّها عِندما استغاثت ؛ جاءها نبعٌ مِن اللّٰه لَم ينضب ولَم يجفّ وَلن يزول حتّى تقوم الساعة.. يأتي النّاس إليه أفواجًا كُل عام كي يشربوا مِنهُ.
طلبَ يونس فقط أن يَخرج مِن ظُلمات الحُوت ، فأخرجهُ اللّٰه مِن ظلمات الحوتِ، وظُلمات البَحر ، وظُلمات اللَّيل ، ثُم أُلقيَّ بِهِ في السَّاحل ، وأنبت عليهِ الحَفيظ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ .. شَجرة ليسَ لها سَاق ، لأنَّ يونس حينها كَان مُتعب وجائع ، ولن يَقوى على التَّسلُّق لإحضار طعامهِ .. فجعل اللّٰه الطَّعام بين يديه... وجعل الشجرة تُظلِّل عليه.
فإذا ملئَ قلبك القَحط وأصبح أجدب ، فاعلم أنّ تلك هي آخرُ سُنبُلةٍ يابِسةٍ قبلَ الوفرَة ، وإذا أصابك الألم فاعلم أنّ ذاك هو أخر شَوكة قَبل الثَّمرة.. فيا سائرًا إلى الله بكُلِّ ما أوتيت من تمنّي ، خُذ هذهِ مَعك