2022-06-11 03:43:09
قَالَ ابنُ الجوزي رَحِمَهُ الله
بلغني عَنْ رجلٍ كَانَ ببغداد يُقال له :
صَالح المؤذن ، أذَّن أربعينَ سنة ، وكَانَ يُعرف بالصلاح ، أنَّهُ صَعَدَ يومًا إلى المنارة ليؤذن ، فرأى بنت رجل نصراني كَانَ بيته إلى جانبِ المسجد ، فافتتن بها ، فجاءَ فطرقَ الباب ، فقالت : مَنْ ؟
فقال : أنا صَالح المؤذن ، ففتحت لَهُ ، فلمَّا دخلَ ضمها إليه!
فقالت : أنتم أصحاب الأمانات فما هذهِ الخيانة ؟
فقال : إنْ وافقتني عَلَى ما أُريد وإلاَّ قتلتك
فقالت : لا إلاَّ أنْ تترك دينك!
فقال : أنا بريء مِنَ الإسلام ومما جاءَ به مُحَمَّد، ثُمَّ دنا إليها
فقالت : إنما قلت هذا لتقضي غرضك ثُمَّ تعود إلى دينك، فكُلْ مِنْ لحمِ الخنزير ، فأكل
قالت : فاشرب الخمر ، فشرب ، فلما دبَّ الشَّراب فيه دنا إليها ، فدخلت بيتًا وأغلقت الباب
وقالت : اصعد إلى السطح حتَّى إذا جاءَ أبي زوَّجني منك ، فصعدَ فسقطَ فماتَ ، فخرجت فلفَّتهُ في ثوبٍ فجاء أبوها فقصت عليه القصة ، فأخرجه في الليل فرماه في السكة فظهرَ حديثه فرُمي في مزبلة !
(ذم الهوى ص ٤٠٩)
فائدة ذكرها ابن رجب:
( وإنّ خاتمة السوء تكون بسبب دسيسةٍ باطنة للعبد ، لا يطّلع عليها الناس ، إما من جهة عمل سيئ نحو ذلك ، فتلك الخصلة الخفية توجِب سوء الخاتمة عند الموت )
115 views00:43