الإيمان و رمضان تكلمنا في الأيام السابقة عن الإيمان و حل | الطريق إلى الله
الإيمان و رمضان
تكلمنا في الأيام السابقة عن الإيمان و حلاوته و أهميته و شيء من ثمرته و علاقة الإيمان برمضان ..
و الإنسان إن أدرك أهمية الإيمان و عظيم شأنه تمنى لنفسه أن يزيد إيمانه و يكمل و يقوى و يتمكن في قلبه من أجل أن يغترف من تلك الثمرات ..
لـكـــن
زيادة الإيمان في القلب و رفع منسوبه لا يُنال بالتمني
و كما قال الحسن البصري ..
" ليس الإيمان بالتمني و التحلي و لكن ما وقر في القلب و صدقته الأعمال "
إذاً الأمر يحتاج إلى :
اعتقـاد – عمل – بذل – مصابرة – سعي ٌ حثيث
أما إن اقتصر الإنسان على الأماني لربما مات و ما حصل شيئاً .
و هذه الأماني ماهي إلا شَرك و فخ كبير ينصبه الشيطان للعبد،
وما ضيع أكثر الناس إلا الأماني ..
فيصبح عنده غرور بالوقت ، غرور بالعمر ، و أمل طويل و ممتد لا ينتهي ..
سأفعل السنة القادمـة كذا ... عندما أتزوج سـ.... و عندما ...
وما هو إلا أصل كاذب يخدع به نفسه و يطول أمله و يتمنى و يتمنى و يتكلم وما عرف أنه كل يوم يمر عليه يطوي مسافات طويلة للموت.
يا ابن آدم لا تغتر بأملك واعلم أن أجلك أسبق عليك من أملك !
و الكلمة التي يقول أهل العلم دائماً :
" *الآخرة دار لا تصلح للمفاليس* "
من بضاعتهم مزجاة ،
من بضاعتهم مجرد كلام ...
---مجرد أماني ...
فالآخرة تريد عملاً ..
تريد رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه .
و الدنيا بنيت على الأسباب ..
من أراد العلم سعى للعلم
و من أراد الهداية سعى للهداية
و من أراد الكمال سعى للكمال ..
ولاحظوا كلمة *سعى* ..
لأن قانون التغيير لا يأتي إلا
*{ إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }*
ويقول تعالى:
*{ و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا }*
فلا يُعقل أن تجلس في مكان و لا تتقدم ولا خطوة واحدة ولا تأخذ بالأسباب وتريد الكرامات تتنزل عليك ، هذا محال ..
فكل من أراد أن يزيد إيمانه فليعمل وليأخذ بأسباب زيادة الإيمان،
وهذا ماسيكون محور رسالتنا القادمة بإذن الله
في وأسباب زيادة الإيمان .
نسألك اللهم أن تفتح على قلوبنا لتدبر القرآن،
وتبلغنا رمضان بزيادة إيمان ويقين وبركة
سلسلة #الايمان_ورمضان