2021-09-14 14:46:56
«اعلم أن نظرك في العلوم على نية إدراك الحقائق في إنكار الباطل، ونصر الحق، وتعليمه للناس، وهدي الجاهل، ومعرفة ما تدين به عز وجل لئلا تعبده على جهل فتخطىء أكثر مما تصيب= من ملة الله تعالى، ونِحلة الحق، والمذهبِ المصيب في أداء ما تعبدك به تعالى.
ونفعُك الناسَ في أديانهم وأبدانهم، وتدبير أمورهم، وإنفاذ أحكامهم وسياستهم، وتبصير من يتولى شيئا من ذلك، وتعديل طبعه، ونصيحته في ذلك بالحق، وتفهيمه، وتقبيح القبيح لديه = أفضلُ عند الله من كل نافلة تتقرب بها إليه عز وجل وأعظم أجرا، وأعود عليك من كل مال تتكسّبه بعد ما لا قوام لجسمك وعيالك إلا به مما لعلك تتركه لمن لو شاهدتَ فعله فيه بعدك لغاظك، ومن كل جاه لعله لا يكسبك إلا الإثم والخوف والتعب والغيظ.
واعلم أن ذلك أعظم ثوابا، وأفضل عاقبة من صلتك الناس بالدنانير والدراهم. وضررُ الجهل والخطا أشدُّ وأعظم من ضرر الفقر والخمول».
• ابن حزم | التقريب لحد المنطق (ص٦٠٨)
186 viewsمنـار محمد.', 11:46