2018-03-08 12:36:39
|[ وصايا قيمة لطالب العلم ]|
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى :
علىٰ طالب العلم المبتدئ والراغب والمنتهي أن يظهر أثر علمه عليه : في الوقار والسمت الحسن والخلق الجميل، حتىٰ يكون محترمًا بين الناس معظمًا فيهم؛ لأن كلمة المحترم المعظم تزن ألف كلمة من المستهان به، إن قبلت الكلمة من المستهان به، وعلىٰ طالب العلم أن يبلغ ما علمه من شريعة الله؛ لقول النبي صلىٰ الله عليه وعلىٰ آله وسلم : ( بلغوا عني ولو آية ) .
فالعلماء ورثة الأنبياء، والوارث يجب أن يكون علىٰ هدي الموروث؛ لأن الوارث يحل محل الموروث فيما ترك، فكما أن المال إذا مات صاحبه انتقل المال نفسه إلىٰ ورثته، كذلك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إذا ماتوا انتقل ميراثهم وهو العلم إلىٰ من بعدهم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر، وعلينا أن نسلك ما سلكه الرسل عليهم الصلاة والسلام في هداية الخلق ودعوتهم إلىٰ الحق، فطالب العلم المبتدئ والراغب والمنتهي عليه مسؤولية في نشر علمه ودعوة الخلق إلىٰ الحق، وعلىٰ طالب العلم المبتدئ والراغب والمنتهي، عليه ألا يقع في قلبه حسد لأحد، فإن الحسد من أخلاق اليهود، وهو خلق ذميم، وأول ما يتضرر به صاحبه؛ لأنه كلما رأىٰ نعمة الله علىٰ أحد احترق قلبه وضاقت نفسه، ولم ير نعمة الله عليه في شيء، بل ربما يتدرج به الحسد إلىٰ أن يشعر بنفسه أن الله قد ظلمه، حيث أعطىٰ فلاناً ما لم يعطه، وقد أنكر الله هذا علىٰ أولئك الحسدة في قوله : ( أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) .
وليعلم الحاسد - من طالب العلم وطالب المال وطالب الولد - أن حسده لا يمكن أن يمنع فضل الله علىٰ المحسود ، وليسترشد بما أرشد الله إليه في قوله تعالىٰ : ( وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ) .
فإذا رأىٰ من فاقه علمًا ودينًا وولدًا ومالًا فليعلم أن ذلك من فضل الله، وليسأل الله من فضله، الذي أعطىٰ هذا فليعطك، وأما كونك تحسده وتكره ما أنعم الله به عليه فهذا خطأ في التصور، وسفه في العقل، وضلال في الدين .
[] فتاوىٰ نور علىٰ الدرب (٢٣) []
88 views09:36