2022-06-20 11:16:21
عَلَّمنِي جَابِرٌ أنْ أجلِبَ للمُوالينَ من أحَاديثِ العِترَةِ مَافيهِ لهُم بشارةً، نظرةً، فرحةً، نجاةً مِن أهوالِ الحَسرةِ، يوماً فيهِ النَّفعُ دمعةً وعبرةً جَرَت باللهفةِ لآلِ البيتِ (عليهم السَّلام).
يُحيِّرنِي أمرَ جابرٍ الأنصَاريّ كيفَ يُفكِّرُ بِنقلِ الأخبارِ -الأحاديثِ الشَّريفةِ-؟
نَوايَاهُ عَجيبَةٌ!
تُحيِّرُ أهلَ البَصيرةِ! فَفِي الحَديثِ أَنَّه قَالَ لأبي جعفرٍ (عليه السَّلام): جُعلتُ فداكَ يا ابنَ رسولِ اللهِ حدِّثنِي بِحديثٍ فِي فَضلِ جدَّتكَ
فاطِمةً إذا أنَا حدَّثتُ بهِ الشِّيعةَ فَرِحُوا بِذلك.²⁶
تَأمَّلوا كيفَ يُفكِّرُ جابرٌ!
يَحملُ هَمَّ الشِّيعةِ وفَرحتِهِم ولَم يُفكِّر بنفسِهِ وفرحَتِها!
آثرَ الشِّيعةَ على نَفسهِ!
فأيُّ مقامٍ بلغتهُ نفسهُ؟
سُبحانَ اللهِ!
يَحتارُ العقلُ أينَ يحتارُ!عندَ نيَّةِ جابرٍ أم عندَ الفرحةِ؟
يَتقرَّبون للهِ بنوايَاهُم، هَذَّبُوا
أنَاهُم أنْ لا أنا لهُم! فهذا حَديثٌ سَأنقلهُ لكُم، مُقتديًا بجابرٍ الأنصَاريّ.
أُدخلُ عليكُم الفرحةَ والسُّرورَ كي تَشهَدوا لي عندَ إمامِ العَصرِ
-جعلتُ فداهُ- أنِّي أفرحتُكُم بهِ -بالحديثِ-.
في حَديثٍ
طويلٍ عن يومِ القيامةِ وشَأن
السَّيِّدَةِ
فاطِمةٍ (عليها السَّلام)
الجَليل.
فيُنادِي مُنَادٍ ربَّنا: يَا أيُّها المُحبُّونَ
لفاطِمةٍ تَعلَّقُوا بِأهدابِ مرطِ²
فاطِمةٍ سيِّدةِ نساءِ العالمينَ، فَلا يَبقَىٰ
مُحبٌّ لفاطِمةٍ إلَّا تعلَّقَ بهدبةٍ من أهدابِ³ مرطِها حتَّىٰ يتعلَّقُ بها أكثرُ من ألفِ فئامٍ وألفِ فئامٍ، قالُوا: وَكم فِئامٍ واحدٍ؟ قَال: ألفُ ألفٍ،
يَنجُون بها من النَّار.²⁷
²⁶ بحار الأنوار/العلامة المجلسي/ج٤٣/ص ٦٤
¹.المرط بالكسر: كلُّ ثوبٍ غيرُ مخيَّطٍ. كساءٌ من صوفٍ أو غيرهِ تُلقيهِ المَرأة على رأسِها و تتلفَّع بهِ
والمرادُ بهِ في الخبرِ هو الثَّانِي.². أهدابٌ: جمعُ هُدبةٍ بالضِّمِ طرة الثَّوبِ.
²⁷ بحار الأنوار/العلامة المجلسي/ج ٨/ص ٦٨
96 views08:16