2022-06-07 01:58:40
هذه الرسالة مغرية جداً للكتابة، مرّ وقتٌ طويلٌ على آخر رسالةٍ كتَبْتِها إلي...
دعكِ من البلد، كلُّ البلاد موحشة لو لم نتشارك السجائر فيها، "الحمراء الطويلة" وطنيةُ الصُنع تلك التي أُحب رائحة رماد بلادنا فيها وطعمها الملوث السيء الذي أستسيغه جداً وأفضله في ليالي الشتاء البارد..
لا بأس بالحُب..
ولا بأس بغيره طالما كان الحديثُ معكِ عزيزتي... حتى لو كان صمتاً.. حتى لو كان في اختلافنا في كتابة التنوين فوق الألف الممدودة أم قبلها..
قُلتِ لي في الرسالة الأولى "الرسائل لا تنتهِ نحن نعمل على إعادة تدوير الحزن"
ولا أظُنَّ أنَّ الحُزن هو الدافع بل سببه أو مسببه على وجه الخصوص، كُلُّ الأشياء في بلادنا حزينة فمالنا لا نكتُب بها؟!
يقول بسام حجار "لا أكتب إلا وفي ذهني شخص ما يدفعني إلى المخاطرة في التعبير له عن أحاسيس." ، وفي العموم يبدو أنَّ الأحاسيس هي من تدفعنا للكتابة، وفي الخصوص هم من نُريد أنّ نُعبر لهم عنها.
ولكني لا أومن بأنَّ القصص تنتهي، إنها مُكملةٌ لبعضها بطريقة الأجزاء، كُلُّ جُزءٍ شخصٌ ما، وكلُّ الأشخاص نحن، ونحن وسجائرنا القصةُ الوحيدة التي تنتهي بنهايات مؤسفة غالباً.
القول كثير ومافي القلب أكثر من أن يُكتب في بضعة أسطر ولهذا لا تنتهي الرسائل أيضاً.
وكما اعتدنا أن نختم رسائلنا بمقولة لا تُشبه مضمونها بل تُشبه مضموننا نحن أختم لكِ بوصية لقمان الحكيم لابنه إذ يقول : "يابني ليكن أول شيء تكسبه بعد الإيمان بالله أخاً صادقا، فإنما مثله كمثل شجرة إن جلست في ظلها أظلتك، وإن اخذت منها أطعمتك، وإن لم تنفعك لم تضرك".
150 viewsيناير, 22:58