لقد بلغت سن الخوف. لم تعد الرحلات تجتذبني . مقيدا إلى راحة بي | مــخدرات ســوداء
لقد بلغت سن الخوف. لم تعد الرحلات تجتذبني . مقيدا إلى راحة بيتي، لا اريد مفاجآت غير متوقعة، وأخشى أن أضيع أو أمرض أو اموت من دون أن يكتشف أحد جثتي إلا بعد مرور أسبوعين، بعد أن تكون القطط قد التهمت جزءا لا بأس به من وجهي. تُخفني جدا إمكانية أن يعثر علي وسط مستنقع أحشاء متعفنة، حتى إني اتفقت مع جارتي، وهي أرملة ناضجة، ذات طبع حديدي وقلب عاطفي، على أن ارسل إليها رسالة خطية قصيرة كل ليلة. فإذا ما اتخلف يومين متتاليين عن إرسالها، تأتي لتلقي نظرة؛ وقد أعطيتها لهذا السبب نسخة من مفتاح بيتي. وتتضمن الرسالة القصيرة كلمتين فقط : ما زلتُ حياً وهي ليست مضطرة إلى الرد، لكنها كانت تعاني المخاوف نفسها، فتردّ علي دوما بثلاث كلمات : اللعنة، وأنا أيضاء. أكثر ما يخيف في الموت هو فكرة الأبدية. موت إلى الأبد، يا للرعب .
