2021-11-15 15:34:01
أبناؤكم المُخلدون !!
أرى في الناس خوف شديد ومبالغ فيه على أبنائهم..
بالطبع لا يخافون عليهم من النار فالجنة والنار ليست في الحسابات !
بل يخافون عليهم من المستقبل ومن الحاضر !!
يخافون عليهم العزوبة أو الفقر او المرض أو اي شئ دنيوي !
يعني لو لم يصلي الفتى أو الفتاة فهذا لا يهم الأسرة بشئ فقط ما يمهمهم هو وقت وميعاد الامتحانات والاختبارات ومواعيد الطعام ومواعيد التمرين في النادي الرياضي !
بالطبع هذا هو حال العلمانيون المنتسبون إلى الإسلام ..
لكن حال المسلمين لا يختلف أيضاً كثيراً عن هؤلاء بنفس الخوف المبالغ فيه على الأبناء من تلك الأمور لكن مع الحفاظ على العبادات ..
وتلك كانت أول خديعة من الشيطان للإنسان .." فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ "
وكأن الأبناء مُخلدون حقاً !!
الابناء سيموتون شئت أم أبيت ..
أنت كأب أو أنت كأم لستم خالقيهم ..
بل هو الله خالقهم وخالقكم ..
علموا أولادكم أن طلب الدنيا هو رأس كل خطيئة ..
وأن الله لم يخلقنا من أجل اللهاث خلف المال وجمعه ومن أجل العلف ومن أجل الزواج والتكاثر كالبهائم..
نحن جميعاً خُلقنا لكي نعبد الله ..
وأنت من المُفترض إنك من أول يوم تقوم بإعداد ولدك على أن يموت !!
نعم يموت في سبيل نصرة الدين وجعل كلمة الله هي العليا فأنت لا تعده ليركن إلى الدنيا وترضعه (الوهن) حب الدنيا وكراهية الموت !
فأنت بتلك الطريقة تهلكه في أبديته وخلوده !
أبنك ليس مخلدا وسيموت سيموت ولا مفر من هذا المهم ما هو الذي سيموت عليه ..
أنت تكذب على نفسك ويخعك الشيطان بهذا الخوف الشديد على أبنائك لإنك تعلم إ‘نه غير واقعي وغير عملي وإنهم ميتون !
وأنت الأن ترى العالم من حولنا يتغير ويتغير بعنف يعني أحلام المستقبل والإستقرار الوهمي كلها خيالات وخداع من الشيطان ..
أنت وظيفتك في الدنيا إيصال أبنائك للجنة لا إيصالهم إلى وظيفة عبودية أو زواج فاشل ينتهي غالبا بالطلاق أو حياة كلها مجون ورقص وغناء وتنزه !
أبنائك الذي تخاف عليهم كل هذا الخوف الغير مبرر إما إنك تاركهم وإما إنهم هم تركوك حتى في يوم القيامة لن تعرفهم ولن يعرفوك وهذه رحمة فأنت وظيفتك بالدنيا إنك أب أو أم لهؤلاء الأبناء وتنتهي تلك العلاقة والوظيفة مع الموت لن ينفعوك ولن تنفعهم { وَكُلّهمْ آتِيه يَوْم الْقِيَامَة فَرْدًا }. { فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ }
{ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَـحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِىء مِنْهُمْ يَوْمَئِذ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }
أكثر جملة تستفزني (أخاف على أبنائي من بعدي) !!
صدقني أنت ستنساهم تماماً مع اول لحظات الموت من هول ما سترى !
كفاكم وهم وأعدوا أبنائكم لصدام مُخيف قادم لا محالة مع أمم الكفر الذين لا يرحمون ..خافوا عليهم من خلود بالنار وعذاب لا يطاق ..
{ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ۚ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ }
{ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }
" إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ "
ثلثي العالم سيفنى ويهلك في الفترة القريبة جدا والسنوات القادمة ..
يعني لا محالة أبنائك سيموتون سواء بالقتل أو الوباء أو الكوارث المختلفة ..
أمر صعب وصادم لكنه هو الواقع ..فأعدوهم على ماذا يموتون لأن هذا هو الأهم ولا يوجد أهم منه ..
وحتى لو عاشوا سيعيشون بعزة وكرامة تحت حكم الله ..
الكاتب: أدهم عبدالله
صناعة الوعي الإسلامي
122 views12:34
ص
