Get Mystery Box with random crypto!

يقول ابن عمه حنبل بن إسحاق بن حنبل رحمه الله فيما أخرجه الخلال | "سراج السنة الدعوية"

يقول ابن عمه حنبل بن إسحاق بن حنبل رحمه الله فيما أخرجه الخلال في كتاب السنة :

اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله _ يعني الإمام أحمد رحمه الله _ وقالوا له : يا أبا عبد الله : إن الأمر قد تفاقم وفشى _ يعنون إظهار القول بخلق القرآن وغير ذلك _ ولا نرضى بإمارته وسلطانه ، فناظرهم في ذلك وقال : عليكم بالإنكار في قلوبكم ، ولا تخلعوا يداً من طاعة ، لا تشقوا عصا المسلمين ، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين معكم ، وانظروا في عاقبة أمركم ، واصبروا حتى يستريح ضَرٌ ويُستراح من فاجر ، وقال : ليس هذا صواباً _ أي : نزع اليد من الطاعة _ هذا خلاف الآثار .

وفي ذلك عبرة على مدى التاريخ أن سلطان العلم ، لا بد له من منهجٍ سليمٍ يتخذ مع سلطان الحكم ، تحقيقاً للمصالح ودرأً للمفاسد ، وتجنيباً للأمة غوائل الشرور وعاليات الفتن .
الله أكبر! ما أعظم العلم! وما أهم الفقه! وما أجل مكانة العالم إذا ثبت على السنة! لم تستمله العواطف، ونظر بعين الحكمة في مصالح الأمة.

ولقد ضرب الإمام أحمد أروع الأمثلة في الثبات على المبدأ والصبر أمام الفتن، لقد أوذي وسجن، وضرب وأهين؛ فلم تلين له قناة، وبذل مهجته في سبيل الله، ولم يتزحزح عن حقٍ يراه ولو كلفه حياته، وهذه دروسٌ للعلماء والدعاة في كل زمانٍ ومكان.

إن الأمام أحمد صار مثلاً سائراً ، يضرب به المثل في المحنة والصبر على الحق ، فإنه لم يكن يأخذه في الله لومة لائم ، حتى صارت الإمامة مقرونة باسمه في لسان كل أحد ، فيقال : قال الإمام أحمد ، وهذا مذهب الإمام أحمد ، لقوله تعالى : { وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون } .