السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحسن الله إليك فضيلة الشيخ...
سؤال وردنا على قناتنا نود منكم نصيحة وجزاكم الله خيرا. ( خلاصة السؤال عن كيفية التمييز بين دعاة الحق من دعاة الباطل على كثرتهم في مختلف وسائل التواصل وغيرها ).
*الإجابة:*
وعليكم السلام ورحمة الله ويركاته
الذي ننصح به الناس عموما أن يتابعوا محاضرات وكلمات العلماء والمشايخ المشهود لهم بالعلم وبالتزام الطريقة السلفية . وبالنسبة للأشخاص المجهولين عندك أو من ترغب في الاستمرار في الاستماع لهم وأنت لا تعرف حالهم فننصحك بما يلي : 1) لا خير فيمن لا تكون محاضرته أو كلمته في الدعوة إلى الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة ، فتجد له عشرات المحاضرات واللقاءات والكلمات ولا تجده يربط الناس بالدعوة إلى الكتاب والسنة إلا ربما أندر من النادر . 2) لا خير فيمن لا يكون في محاضرته وكلمته الدعوة إلى التزام طريق العلماء السلفيين ، من مات منهم ومن لا يزال على قيد الحياة ، وأخص بالذكر من الأموات أربعة : ابن باز والألباني وابن عثيمين والوادعي عليهم رحمة الله . 3) لا خير فيمن يطعن في ولاة الأمور ويهيج الناس عليهم بل ويوصي بالثورة عليهم ويقبح دائما أفعالهم ، فهذا خائن للناس لا يؤتمن . 4) لا خير فيمن يطعن في علماء الأمة ويصفهم بعلماء البلاط ونحو ذلك من الأوصاف التي فيها تنفير الناس من علمائهم . ولا شك أن الصحابة رضي الله عنهم في صدارة علماء الأمة ثم من بعدهم ممن اقتفى أثرهم وسار بسيرهم حتى اليوم . 5) لا خير فيمن يثني على الجماعات المنحرفة كالروافض ويصفهم بأنهم إخوان لنا وهكذا الصوفية ويصفهم بأن لهم طريقا إلى الله تعالى يقرون عليه ، وهكذا من يحسن القول في الجماعات الحزبية كالإخوان المسلمين وجماعة التكفير ويبرر ما يقومون به من تفريق الأمة وجر الشر والفساد إليها ، بل على العكس يروج لهم ولأفكارهم ولا يقبل طعن العلماء فيهم ، وربما أثنى على قادتهم وزعمائهم . 6) لا خير فيمن يقلل من الخلاف بين أهل السنة وبين الجماعات التي سبق ذكرها . 7) لا خير فيمن يهون من أمور الشرك والبدع والحزبيات ويزعم أن التحذير من ذلك يسبب تفرق الأمة . 8) لا خير فيمن يحاضر في أماكن يختلط فيها الرجال والنساء ككثير ممن يتصدر الدعوة إلى الله في هذه الأيام ، مع ما يحصل أثناء ذلك من فتن وشر . 9) لا خير فيمن يحاضر. ، بينما يشهد لباسه وهيئته أنه لا يلتزم الآداب الإسلامية المأخوذة من الكتاب والسنة ، ومنها ما هو تركه من الواجبات أو فعله من المحرمات المتوعد عليها ، كأن يلبس زي الكفار أو يحلق لحيته أو يسبل إزاره ، فمن فعل ذلك فهو أحق أن ينصح نفسه ويحملها على مراعاة الشرع لا أن يتصدر هو فيقوم بذلك (يا أيه الذين آمنوا لما تقولون ما لا تفعلون . كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) . 10) لا خير فيمن ديدنه ذكر الأحاديث المكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم وكذا لا يتحرى ذكر الثابت من الحديث ، فهذا يفسد أكثر مما يصلح . وهذه الضوابط هي التي أعرفها من كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وما يذكره أهل العلم ، ومن كرر الاستماع لكلام من يتصدر للدعوة في الوسائل المعروفة اليوم ممن يخاف ألا يكون على الطريقة المستقيمة فلا يعجز أن يستخلص فيه حكما بمراعاة ما تقدم .
*والله تعالى أعلم*
أجاب عنه الشيخ الفاضل: *أبو عبد الرحمن عبد الرؤوف العدني* *حــــفظــه الله ونـــفـــع بــه*