#مناقشة_الأم_الغائبة_عاطفيا قد يقول البعض أن هناك عوامل أخرى | قناة سوزان مصطفى بخيت
#مناقشة_الأم_الغائبة_عاطفيا
قد يقول البعض أن هناك عوامل أخرى تؤثر في نفسية الطفل وشخصيته مثل الأب والأخوة والمواقف التي يتعرض لها في المجتمع بشكل عام، وهذا فعلا صحيح. وعلى الرغم من ذلك فدور الأم أيضا كبير جدا ويفوق أي تأثير آخر، فاهتمام الأم بطفلها واحتوائها واحتضانها له واغماره بالحب قد يلغي تأثير أي عوامل سلبية أخرى في حياته. وأبسط مثال على ذلك هو الفتاة ليزا والتي اشتهرت بأنها أقبح امرأة بالعالم نتيجة اصابتها بمرض يجعلها مهما تأكل فوزنها ضعيف جدا مما أثر على شكلها. فقد ذكرت أن والديها كانوا يعاملونها كفتاة طبيعية، وحينما يتنمر عليها بعض الطلاب بتعليقات سخيفة، كان والديها يخبروها أن هذا بسبب أنهم سيئي السلوك. تخيلي لو لم يدعمها والديها منذ صغرها، هل كان من الممكن أن تنشأ بشخصية سوية وتصبح يوما ما من أشهر المتحدثين والمحفزين للغير؟
لذلك قال حبيبنا المصطفى صلوات الله وسلامه عليه: كلُّ مولودٍ يُولَدُ على الفِطرةِ (رواه البخاري ومسلم) فالفطرة تشمل كل ما يتعلق بالمشاعر والأفكار والقناعات والسلوكيات، وكلما اجتهدت الأم في الحفاظ على فطرة الابناء باحتوائهم واشعارهم انهم مميزين ومحبوبين وتعزز ثقتهم في ذاتهم وتحافظ على قلوبهم ونفسيتهم مثلما تعلمهم الخير وتحذرهم من الشر، كلما كان ذلك دافعا قويا لينشئوا مشبعين نفسيا وعاطفيا وإيمانيا.
وإذا قصرت الأم في دورها هذا، ترتب عليه نشأة أطفال مذبذبين السلوك والأفكار والقناعات، يعانون من الحرمان العاطفي والألم والانكسار.
وكما نوهت سابقا، كون الحوار هنا عن الأم لا يلغي دور الأب أبدا أبدا ولا يحملها المسئولية الكاملة فوق عاتقها، وإنما لأن الأم فعلا لها دور عظيم في تشكيل شخصية أبنائها ونفسيتهم حتى أن الشرع خصها بالأجر وذكر أن الجنة تحت قدميها، وجب التذكرة بذلك وآثاره على الطفل.
لذلك كما ذكرت سابقا، سيكون حوارنا عن دور الأم في حياة أبناؤها لتنتبه كل أم ما زال أولادها بحضنها. ثم نتطرق لبعض الاستراتيجيات التي التي تتبعها من تعاني الحرمان لسنوات لعل الله يجعله سببا في شفائها بعون الله واتزان نفسيتها وحالها.
