- غادِرهُم . . غادرهُم ولَمْلِم ما تبقى لديك من كرامة، ضَع ق | • هُدنة | عبدالودود الهُدهُد
- غادِرهُم . .
غادرهُم ولَمْلِم ما تبقى لديك من كرامة، ضَع قلبك المُتعلق بهم تحت نعليك وامضي بعيدًا عنهم، اِهرب إلى خلاصك فلا مكان لك بينهم، فهم لا يريدونك .. لأنهم يرونك شخصٌ عادي، غادرهم وانثُر رمالك في وجوهيهم ليزدادوا عمى، رحيلك الصامت سيدهِشهُم، سيجعلُهم يبحثون خلفك و يكتشوفك على مهل وعندما يحين وقت معرفتهم لقيمتك سيأتون نحوك يتراكضون ولكن الآوان سيكون قد فات ولا مكان لهم بقلبك، اِقفل الأبواب بوجههم، واصعد من الأعلى ونادي بِهم: لقد طاب لنا العيش بدونكم اذهبوا فلا مكان لكم عندنا ولا عزاء لكم!
سيعتذرون، فلا تقبل! دعهُم يُكسرَون مثلك ولا يَرِق قلبك عليهم فدمعك من خذلانهم لم ينضب بعد، وجرحك حين هجروك لم يلتئم بعد، دعهُم يذهبون ولو كان بقلبك شوقًا عظيم لهم، ادعس على قلبك اليوم من جديد، ليعانوا كما عانيت ويموتوا حسرة على تفريطهم بك، فأنت لستَ منزلًا صيفيًّا .. يأتوكَ متى شاوؤا ومتى شاؤوا هجروك، ذكِّرهُم أنّك فُرصة واحدة إن أُهدِرَتْ مرةً فلا مجال لأن تتكرر من جديد!
غادرهُم .. فالمكان الان لم يعُد مكانك وحدك وأنت أكبر من أن تُنافِس عن مكان يتسعُ لغيرك، غادر فهُناك قلب أوفى وأصدق وأنقى ينتظرك، قلبٌ يشبه قلبك قد خباؤه اللَّه لك، لا تبحث عنهُ فهُوَ مَن سيجدك.
غادرِهُم .. و ضَع يدك على يسار صدرك وردد ثلاثًا "بسم اللَّه الذي لا يضر مع اسمه الحنين" وانطلق فأنتَ الخسارة وهم الخاسرون!
