تفريغات

2019-02-19 01:59:38 عنوان المقطع:
[عدم اليأس في طلب العلم]
لفضيلة الشيخ: سعيد الدرمكي -حفظه الله-

••

(ومن مفردات هذا الرجاء، طالب العلم، إذا اشتغل بفن من فنونه فبَعْدَ اشتغاله به رأى من صعوبته و بُطىء فهمه لمسائله؛ ما أوجب له اليأس من تحصيله، فإنه يملكه اليأس ويدعوه إلى تركه، وكلما خطر بباله الاشتغال به أو ذِكْر ٌلهذا الأمر فإن اليأس من إدراكه ماثِلٌ بين عينيه، كأنه حجر عظيم في طريقه، فإن هو أَخْلَدَ إلى هذه واسترسل معها قتله اليأس، ورأى هذا المطلوب من المستحيلات عليه، هذه مسألة تتعلق بالرجاء في جانب الطلب).
تُقبِل على فن من الفنون، كالنحو، تعلم النحو، أو الفرائض، أو باب من أبواب العلم والفقه، والتفسير، و حفظ القرءان الكريم، فتجد صعوبة في فهمه وحفظه واستيعابه فيتملكك اليأس، وهذه حيلة شيطانية، فتترك هذا الأمر.

يقول: (فإذا استرسل معه قتلك اليأس ورأى هذا المطلوب مستحيلًا عليه).
وفي هذا يذكر أن رجلا طلب العلم فاستعصى عليه فيئس منه وتركه وفي عودته، رأى صخرة ينزل عليها بعض قطرات الماء باستمرار، و قد أثَّر الماء في الصخرة، فقال هذا الماء على لطافته قد أثر في الصخرة على قساوتها، ألا يؤثر العلم على طلاوتِه وحلاوته في قلبي على ليونته؟! فترك ماهو فيه ورجع إلى طلب العلم.

فيقول: (وإن كان موفقًا ينظر إلى حقائق الأشياء على ماهي عليه لم يملكه الخيال الضار)، -الخيال وهو اليأس- (عَلِمَ أن الآدمي قابلٌ لتعَلُمِ كل علم).
الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول:
[إنما العلم بالتعلم]
لا يُولد الانسان عالما تريد أن تتعلم تفقه في دين الله -عز وجل- العلم ما يأتي مرة واحدة إنما يأتي بالتَّعَلُّم!!

فيقول: (عَلِمَ أن الآدمي قابل لتعلم كل علم مهيؤ لذلك)
-لاحظ هذه العبارة الجميلة للشيخ- : (وأن مجرد اشتغاله بالعلوم النافعة ولو لم يحصل منها ويستفيد شيئا يذكر مصلحة وعبادة)
أنت يكفيك أن تمشي في هذا الطريق والله إن وُفِّقت للسير في طريق العلم فأنت في خير ،النبي -صلى الله عليه وسلم- ربط الأجر في سلوك الطريق لا في بلوغ النهاية، [من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا للجنة]
فأنت بسلوكك لطريق العلم فأنت في خير وفي نعمة؛
ولذلك اطلب العلم لنفع نفسك ونفع الآخرين لا تطلبه للتَّصُّدر، لا تطلبه ليُشَار إليك بالبَنَان لا تطلبه لتكون عالمًا، إن أخلصت؛ ستصل!

فيقول: (لأنه تصحبه النية الصالحة وإن لم يشتغل به إلا لنفع نفسه ونفع غيره)
فهذا خير عظيم تنفع نفسك و زوجتك وأولادك فهذا فضل عظيم من الله -عز وجل- أعطاك الله إياه.

يقول: (فلايزال ساعيًا في هذا الأمر إذا لم يحصل له مراده أوبعضه في وقت حدَّث نفسه أنه سيحصله في وقت آخر إذا استمر على السعي والاجتهاد هذا شرطه فيقوى حينئذ رجاؤه وينشط في المسير في طلبه، وينفض عنه غبار اليأس؛ حتى يرتقي إلى درجته اللائقة به)
الإمام أحمد بن حنبل الشيباني -رحمه الله تعالى- إمام أهل السنة يقول -كما في طبقة الحنابلة- : "مكثتُ في كتاب الحيض تسع سنين حتى فهمته" !!
كتاب الحيض الآن يدرس في درسين أو ثلاث في المساجد !!
فما يضرك أن تقف في فن من الفنون سنة تتعلمه تستفيد وتعيد؟!
ونحن نقول التكرار يعلم الشُّطار و يفيد،
-لا كما يقول عندنا بعض المدرسين التكرار يعلم الحمار- ماهو صحيح!!
التكرار يفيدك إفادة؛ والحفظ والحفظ لايأتي إلا بالتكرار.
هذه مسألة تتعلق بالعلم.

___

انتهى كلامه -حفظه الله-.

ملاحظة: ما بين الأقواس ()
هو كلام لشيخ آخر، و الشيخ سعيد الدرمكي -حفظه الله ونفع به- علَّق عليه. باز کردن / نظر دهید

2019-02-09 00:17:10 عنوان المقطع:
[الوسائل المُعينة على حِفظ القرآن]
لفضيلة الشيخ: عبدالله بن عبدالرحمن الغديان -رحمه الله-.

••

تقول نرجو من فضيلتكم ذكر الوسائل المُعينة على حفظ القرآن مع العلم إنا نقوم بمراجعته بقدر الإمكان، فما هي الوسائل المُعينة على تثبيت الحفظ؟؟
الجواب:
الشخص عندما يكون عنده عزمٌ لحفظ القرآن، يحتاج إلى أن يسلك منهجًا معينًا؛ هذا المنهج هو:
-أنه يحددُ الآيات التي تتعلقُ بموضعٍ واحد، يحددها من حيث البداية و من حيث النهاية، ثم يقرؤها القراءة الأولية من ناحيةِ ما يُوجد فيها من المفردات مما لا عِلْم له به، فيبحث عن مفردات هذه الآية بحيث أن يكون معنى هذه المفردات سابقًا على حفظه الألفاظ.

-ثم بعد ذلك ينتقل إلى النظر في هذه الآيات، هل لها سبب نزول؟
؛لأن الله سبحانه وتعالى قد يذكر سبب النزول في نفس الآية، مثل:
{يسئلونك عن اليتامى}
{يسئلونك عن المحيض}
{يسئلونك عن الأهلة}
{يسئلونك عن الشهر الحرام}
{و يسئلونك ماذا ينفقون}
إلى غير ذلك من الآيات التي تُصَّدرُ بسؤالِ ويكون هو سبب النزول.
وقد يكون للآيةِ سبب لكنه لا يُذكر في نفس القرآن، وفي كتب اعتنت بأسباب النزول مثل: كتاب باب النقول في أسباب النزول.

-ثم يرجع إلى هذه الآيات وينظر هل هي مُحكمة؟ يعني هل فيها شيءٌ منسوخ؟
أو أنها كلها مُحكمة.

-ثم بعد ذلك ينظر في هذه الآيات من ناحية المعنى، هذه الآيات تتكلم عن أي شيء باعتبار موضوعها، فينظر إليها من ناحية فهم معنى الموضوع العام.

هذه هي مراحل التي يمكن أن تُسهِّلَ على طالب العلم الحفظ، فعلى سبيل المثال:
سورة البقرة تشتمل على ما يزيد عن أربعين موضوعًا، فعندما يبدأ الشخص في بداية السورة يجد أن الله -سبحانه وتعالى- قسَّم الناس ثلاثة أقسامٍ في افتتاحِها:
"المُؤمنون، الكافرون، المنافقون"
فيأخذ آيات المؤمنين فقط، ثم يأخذ آيات الكافرين فقط، ثم يأخذ آيات المنافقين فقط، وهذه الأقسام الثلاثة هي تعتبر موضوع واحد لكنه من ثلاثة أجزاء.
ثم بعد ذلك يأتي الموضوع الآخر وهو دعوة الناس إلى التوحيد {يأيها الناس اعبدوا ربكم} إلى قصة استخلاف آدم في الأرض {و إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة}.
بعدما تحصل هذه الأمور عند الشخص،

-بعد ذلك يُكرر الآيات التي يريد حفظها بما لا يقل عن 50 مرة، ويكون في وقتٍ هو نشيطٌ فيه و مرتاح النفس.

- ثم بعد ذلك يقرأ هذا الذي حَفِظَهُ، يقرؤهُ في صلاواتِهِ.

وبهذه الطريقة يسير الإنسان من بداية القرآن إلى آخره وبالله التوفيق.

_____

انتهى كلامه -رحمه الله-. باز کردن / نظر دهید

2019-02-01 07:52:01 عنوان المقطع:
[ترك الدّعاء حرمان، والعجلة في الدعاء ليس فيها خير]
لفضيلة الشيخ : عبد الرزّاق بن عبد المحسن العباد البدر - حفظهما الله تعالى -

••

«قال : 'ومن الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء عليه - التي هي الاستجابة - أن يستعجل العبد ويستبطئ الإجابة فيستحسر ويدع الدعاء،'
وهذا يحصل لكثير من الناس، في كثير من حاجاتهم، يدعو مرة أو مرتين ، يرفع يده مرة أو مرتين ، ثم يقول مع نفسه : دعوت ما استجيب لي، فيترك الدعاء، يترك الدعاء وينقطع عن هذا الخير.
وترك الدعاء هو حرمان!
ترك الدعاء هو حرمان من الخير ، ولهذا كان أحد السلف يقول : "لأنا أشد خشية أن أُحرم من الدعاء من أن أُحرم الإجابة"، وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -يقول: "إني لا أحمل هم الإجابة ، ولكن أحمل هم الدعاء"؛ ترك الدعاء هذا حرمان!
ترك الدعاء والانقطاع عنه = هذا حرمان، وهذا الحرمان من الدعاء يتسلل إلى كثير من الناس عندما يدعو مرة أو مرتين في حاجة أو في ضرورة من ضروراته ، ثم بينه وبين نفسه يقول : دعوت فلم يُستجب لي ، ويدع الدعاء.
فإذن من الضوابط المهمة في الدعاء أن يلازم المرء الطلب ، والإلحاح ، ولا ييأس من الإجابة، وقد تقدّم معنا قريبا إيراد المصنف - رحمه الله - لقول النبي - ‎ﷺ -: "ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة"،

وهذا اليقين إذا حضر في القلب لا يقع هذا المعنى الذي عندنا هنا، لا تقع هذه الآفة ، لأن من عنده يقين وثقة بالله سبحانه وتعالى = يثمر يقينه إلحاحًا على الله سبحانه وتعالى بالدعاء.
وتأمل هذا المثل ما أجمله في توضيح هذه المسألة:
يقول ابن القيم: 'وهو - يعني هذا الذي يدعو مرة، مرتين ثم يستحسر ويدع الدعاء - بمنزلة من بذر بذرا أو غرس غراسًا فجعل يتعاهده ويسقيه فلما استبطأ كماله وإدراكه تركه وأهمله.' وإذا كان هذه الحال فيما يراه الناس مذموما من يفعل ذلك؛ شخص يبذر ويتعب ثم إذا أوشك ، أهمله وتركه ، وقال تعبت فيه وما أثمر، هذا يُذَم!
فمثله الداعي، يعني سبحان الله! ربما من الناس من ينقطع عن الدعاء وهو عن الإجابة قاب قوسين أو أدنى، قربت الإجابة ودنت منه ثم ينصرف عن الدعاء وينقطع ويقول دعوت ودعوت فلم يستجب لي.
قال: 'وفي الصحيح - في صحيح البخاري - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - ‎ﷺ - قال: "يُستجب لأحدكم مالم يعجل".'

انتبه! يُستجب لأحدكم مالم يعجل.

إذن العجلة في الدعاء ليس فيها خير، العجلة في الدعاء آفة مثل ما عبر ابن القيم.
العجلة في الدعاء آفة، لا يستعجل الإجابة ولا يستبطئ أيضًا الإجابة، بل يلح ويدعو ويكرر الدعاء وهو يؤمل ويرجو. قال : "يُستجاب لأحدكم مالم يعجل ، يقول : دعوت فلم يستجب لي".»

___

انتهى كلامه -حفظه الله-. باز کردن / نظر دهید

2019-02-01 07:51:49 ترك الدعاء والانقطاع عنه هذا حرمان،

الشيخ عبدالرزاق البدر حفظه الله باز کردن / نظر دهید