قد بلغ من حرص السلف على الوقت أنهم كانوا يبتهلون إلى الله تعال | تهاني الحزيمي ✒
قد بلغ من حرص السلف على الوقت أنهم كانوا يبتهلون إلى الله تعالى أن يَشْفِيَهم من النوم باليسير، وأن يُسْهِر ليلَهم في طاعته؛ فلا يَرْجُون من النوم إلا ما يُسْكِت كَلْبَ النُّعاس، ولا يَبْغون من مَسِّ جُنُوبهم للمَضاجِع إلا ما يُصْمِت شِكاية أَبْدانهم طولَ القيام.
قال إبراهيم النَّخْعِي رحمه الله تعالى: كان مِعْضَد يقول في صلاته: "اللهم اشفني من النوم بقليل". فما رؤي ناعسًا في صلاته بعد،
قال منصور - راوي الخبر عن إبراهيم النخعي: قلت لإبراهيم: في المكتوبة؟ قال: أما في المكتوبة، فلا. أي أن ذلك النعاس إنما كان يَعْتَرِيه في صلاة النافلة، لا في الفريضة؛ لطول قيامه بالليل بين يدي الله تعالى، ومُجافاته لفِراشه.
وقال هَمَّام بن الحارث: انتهيت الى مِعْضَد وهو ساجد، فأتيته وهو يقول: "اللهم اشفني من النوم باليسير" ثم مضى في صلاته.
وفي رواية لهَمَّام قال: نام مِعْضَد العِجْلِي في سجوده، ثم قام، فمشى ساعة، وقال: "اللهم اشفني من النوم بيسير".
وقد كان هذا من دعاء هَمَّام بن الحارث ـ راوي خَبَر مِعْضَد - أيضًا؛ فعن إبراهيم، أن هَمَّامًا كان يقول في سجوده: "اشْفِني من النوم باليسير، واجعل سَهَرِي في طاعتك" فكان لا ينام إلا هُنَيْهَة، وهو جالس.
