2023-01-07 20:02:43
#تعظيم_العلم
#المعقد_الخامس
قال الزَّبِيدِي فِي «ألفيَّة السَّند» :
فما حوى الغايةَ في ألفِ سنةٍ
شخصٌ فَخُذْ من كلِّ فنٍّ أحسنَه
بحفظ متنٍ جامعٍ للرَّاجح
تأخُذه على مفيدٍ ناصحٍ
فطَرِيقُ العِلْمِ وَجَادَّتُهُ مَبْنيَّةٌ عَلَى أَمْرَيْنِ:
فأَمَّا الأَمْرُ الأَوَّلُ: فَحِفْظُ مَتْنٍ جَامِعٍ لِلرَّاجِحِ، فَلَا بُدَّ مِنْ حِفْظٍ، (وَالمَحْفُوظُ المُعَوَّل عَلَيْهِ هُوَ المَتْنُ الجَامِعُ للرَّاجحِ)، والمرادُ بهِ: (المعتمدُ عندَ أهل الفنِّ).
ومِمَّا يُخِلُّ بِحِفْظِ المَتْنِ المُعْتَمَدِ آفَتَانِ عَظِيمَتَانِ:
إحْدَاهُمَا: حِفظُهُ مِنْ نُسَخٍ غَيْرِ مُتْقَنَة.
الآفة الثانية: حِفظُهُ من نُسَخٍ دَخَلَها الإِصْلَاحُ، والمُرَادُ بِالإِصْلَاحِ: تَصَرُّفُ غَيْرِ المُصَنِّفِ فِي مَتْنٍ مَا.
الأَمْرَ الثَّانِي: وهو أخذ ذَ ٰلِكَ المتن عَلَى مُفِيدٍ نَاصِحٍ؛ فيَفزَع إلى شيخٍ يتفهَّم عنه معانِي ذَ ٰلِكَ المتنِ
يتَّصف بوصفين:
أوَّلُهُمَا: الإِفَادَةُ، وَهِيَ الأَهْلِيَّةُ فِي العِلْمِ، فَيَكُونُ مِمَّنْ عُرِفَ بِطَلَبِ العِلْمِ وَتَلَقِّيهِ حَتَّى أَدْرَكَ، فَصَارَتْ لَهُ مَلَكَةٌ قَوِيَّةٌ فِيهِ.
وأمَّا الوَصْفُ الثَّانِي: فَهُوَ النَّصِيحَةُ؛ بأن يكونَ المُعلِّمُ ناصحًا،
(وَتَجْمَعُ مَعْنَيَيْنِ):
أحَدُهُمَا: صَلَاحِيَّةُ الشَّيْخِ لِلاقْتِدَاءِ بِهِ، وَالاهْتِدَاءِ بِهَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ.
والآخَرُ: مَعْرِفَتُهُ بِطَرَائِقِ التَّعْلِيمِ.
والهَدْيُ: اسْمٌ لِلطَّرِيقَةِ الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا العَبْدُ، وَهُوَ جَامِعٌ لِلدَّلِّ وَالسَّمْتِ، وَهُوَ جَامِعٌ لِلدَّلِّ وَالسَّمْتِ، فَعَطْفُهُمَا عَلَيْهِ مِنْ عَطْفِ الخَاصِّ عَلَى العَامِّ.
والفرق بينهمَا:
أنَّ الدَلَّ هُوَ: الهَدْيُ المُتَعَلِّقُ بِالصُّورَةِ الظَّاهِرَةِ،
وَالسَّمْتُ هُوَ: الهَدْيُ المُتَعَلِّقُ بِالأَفْعَالِ اللَّازِمَةِ أَوِ المُتَعَدِّيَةِ الصَّادِرَةِ مِنَ العَبْدِ.
وأمَّا معرفته طرائقَ التَّعليمِ: فالمرادُ بهَا مَعْرِفَتُهُ بِمَسَالِكِ إِيصَالِهِ لِلْمُتَعَلِّمِين.
2.9K views17:02