تيسير العلام شرح عمدة الأحكام للشيخ - عبد الله البسام رحمه الل | تقريب الفقه
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام للشيخ - عبد الله البسام رحمه الله تعالى ........ الحديث الأول #كتاب_الطهارة ...... النية وأحكامها ........ عَنْ أمِيرِ المُؤْمِنِينَ أبي حَفْصِ عُمَرَ بْنِ الخَطَاب رَضيَ الله عَنْهُ قَال : سَمِعت رسُولَ الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم يَقُول :
غريب الحديث : __ 1- " إنما الأعمال بالنيات " : كلمة [إنما] ، تفيد الحصر، فهو هنا قصر موصُوف على صفة ، وهو إثبات حكم الأعمال بالنيات ، • فهو في قوة [ما الأعمال إلا بالنيات] • وينفى الحكم عما عداه.
2- " النية " لغـة : القصد. ووقع بالإفراد في أكثر الروايات. قال البيضاوي : • النية عبارة عن : (انبعاث القلب نحو ما يراه موافقا لغرض من جلب نفع أو دفع ضر) انتهى
وشرعا: العزم على فعل العبادة تقربا إلى الله تعالى. .. 3- " فمن كانت هجرته ... الخ " • مثال يقرر ويوضح القاعدة السابقة.
4- " فمن كانت هجرته " جملة شرطية.
5- "فهجرته إلى الله ورسوله " جواب الشرط، واتحد الشرط والجواب لأنهما على تقدير " : •°من كانت هجرته إلى الله ورسوله - نية وقصداً - فهجرته إلى الله ورسوله - ثوابا وأجراً ".
المعنى الإجمالي: __ هذا حديث عظيم وقاعدة جليلة من قواعد الإسلام هي: القياس الصحيح لوزن الأعمال ° من حيث القَبول وعدمه ° ومن حيث كثرة الثواب وقلته. . فإن النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أن مدار الأعمال على النياتْ • فإن كانت النية صالحة، والعمل خالصا لوجه الله تعالى ← فالعمل مقبول. • وإن كانت غير ذلك ← فالعمل مردود فإن الله تعالى أغنى الشركاء عن الشرك. . ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلاَ يوضح هذه القاعدة الجليلة بالهجرة ؛ فمن هاجر من بلاد الشرك : • ابتغاء ثواب الله • وطلباً للقرب من النبي صلى الله عليه وسلم • وتعلم الشريعة فهجرته في سبيل الله، والله يثيبه عليها. ومن كانت هجرته : • لغرض من أغراض الدنيا فليس له عليها ثواب. • وإن كانت إلى معصية، فعليه العقاب. . والنية تميز العبادة عن العادة، • فالغسل - مثلا - يقصد عن الجنابة، فيكون عبادة، ويراد للنظافة أو التبرد، فيكون عادة. . وللنية في الشرع بحثان :
أحدها : الإخلاص في العمل لله وحده، هو المعنى الأسمى، وهذا يتحدث عنه علماء التوحيد، والسير، والسلوك. الثاني : تمييز العبادات بعضها عن بعض، وهذا يتحدث عنه الفقهاء. . وهذا من الأحاديث الجوامع التي يجب الاعتناء بها وتفهمها، فالكتابة القليلة لا تؤتيه حقه. •° وقد افتتح به الإمام البخاري- رحمه الله تعالى- صحيحه لدخوله في كل مسألة من مسائل العلم وكل باب من أبوابه.
ما يؤخذ من الحديث: __ 1- إن مدار الأعمال على النيات • صحة، وفَساداً • وكمالا، ونقصا • وطاعة ومعصية فمن قصد بعمله الرياء أثم . . ★ ومن قصد بالجهاد مثلا إعلاء كلمة الله فقط كمل ثوابه. ★ ومن قصد ذلك والغنيمة معه نقص ثوابه. ★ ومن قصد الغنيمة وحدها لم يأثم ولكنه لا يعطى أجر المجاهد .. فالحديث مسوق لبيان أن كل عمل؛ طاعة كان في الصورة أو معصية يختلف باختلاف النيات. .. 2- أن النية شرط أساسي في العمل ، ولكن بلا غُلُوّ في استحضارها يفسد على المتعبد عبادته. فإن مجرد قصد العمل يكون نِيًة له بدون تكلف استحضارها وتحقيقها. .. 3- أن النية مَحلُّها القلب، واللفظ بها بدعة. .. 4- وجوب الحذر من الرياء والسمعة والعمل لأجل الدنيا ، مادام أن شيئاً من ذلك يفسد العبادة. .. 5- وجوب الاعتناء بأعمال القلوب ومراقبتها. .. 6- إن الهجرة من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام ، من أفضل العبادات إذا قصد بها وجه الله تعالى .
فائدة: __ ذكر ابن رجب أن العمل لغير الله على أقسام : • فتارة يكون رياء محضا لا يقصد به سوى مراءاة المخلوقين لتحصيل غرض دنيوي، × وهذا لا يكاد يصدر عن مؤمن، × ولا شك في أنه يحبط العمل × وأن صاحبه يستحق المقت من الله والعقوبة . • وتارة يكون العمل لله ويشاركه الرياء * فإن شاركه من أصله فإن النصوص الصحيحة تدل على بطلانه * وإن كان اصل العمل لله ثم طرأ عليه نية الرياء ، ودفعه صاحبه فإن ذلك لا يضره بغير خلاف . • وقد اختلف العلماء من السلف في الاسترسال في الرياء الطارئ : - هل يحبط العمل - أو لا يضر فاعله ويجازى على أصل نيته؟ انتهى بتصرف.