Get Mystery Box with random crypto!

لماذا ننسب التكفير للوهابية دون أهل السنة؟! حين نقول إن أكبر | Thakir Alhanafe ذاكر الحنفي

لماذا ننسب التكفير للوهابية دون أهل السنة؟!

حين نقول إن أكبر خطايا الوهابية : التكفير والقتل ، فلا ينبغي الاعتراض بوجود من كفر المعتزلة من الأشاعرة كالبغدادي في (الفرق بين الفرق) أو علاء الدين البخاري الماتريدي الذي كفر ابن تيمية في (ملجمة المجسمة) .. ولا ينبغي الاعتراض بوجود سفلة من الأشاعرة والصوفية يروجون للبدع ولا يلتزمون السنة، ولا يخيبون ظنك أبدا فتجدهم حضورا في كل موقف سفول وانحطاط ..

أقول: لا يعترض على مذهب أهل السنة بذلك لأسباب ..
الأول: أن المذاهب تعرف بأصولها.
الثاني: أن المذاهب يحكم عليها من خلال الخط العام لأفرادها.

فمن حيث أصل مذهب أهل السنة فعدم التكفير هو الأصل، فهذا الإمام الأشعري الذي لم يكن مكفرا أصلا، ومع ذلك حين قرب حضور أجله قال: "اشهدوا علي أني لا أكفر أحدا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد"، كما سمى كتابه الذي جمع فيه مقات الفرق "مقالات الإسلاميين"!

واما حجة الإسلام فألف (فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة) و(قانون التأويل)، واللذين عذر فيهما كل مخالف حتى صارت بعباراته الركبان، والتي أشهرها: "من قال قولا يحتمل الكفر من تشعة وتسعين وجها والإيمان من وجه واحد فينبغي حمل كلامه على الإيمان".

وعبارته في "الفيصل" : "ولعلك إن أنصفت علمت أن من جعل الحق وقفاً على واحد من النظار بعينه، فهو إلى الكفر والتناقض أقرب. أما الكفر: فلأنه نزله منزلة النبي المعصوم من الزلل الذي: لا يثبت الإيمانُ إلا بموافقته. ولا يلزم الكفرُ إلا بمخالفته. وأما التناقض: فهو أن كل واحد من النظار يوجب النظر، وأنك لا ترى في نظرك إلا ما رأيت، وكل ما رأيته حجة.وأي فرق بين من يقول: قلدني في مذهبي، وبين من يقول قلدني في مذهبي ودليلي جميعاً، وهل هذا إلا التناقض ؟"

قارن هذا بإمام مذهب الوهابية الذي يقول في رسائله الأربعة مودها كلامه للمسلمين المتوسلين الزائرين قبور الصالحين: " إنّ مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين، لأن أولئك يشركون في الرخاء، ويخلصون في الشدة، وهؤلاء شركهم في الحالتين".

ويذكر مفتي الشافعية بمكة حاله في (الدرر السنية في الرد على الوهابية ص39)، فيقول: "كان محمد بن عبدالوهاب يخطب للجمعة في مسجد الدرعية ويقول في كل خطبة: ومن توسل بالنبي فقد كفر، وكان أخوه الشيخ سليمان ينكر عليه إنكاراً شديداً، فقال لأخيه يوماً: كم أركان الإسلام يا محمد؟ فقال: خمسة فقال أنت جعلتها ستة: السادس: من لم يتبعك فليس بمسلم، هذا عندك ركن سادس للإسلام .
وقال رجل آخر: كم يعتق اللّه كل ليلة في رمضان؟ فقال له: يعتق في كل ليلة مائة ألف، وفي آخر ليلة، يعتق مثل ما أعتق في الشهر كله، فقال له: لم يبلغ من اتّبعك عشر ما ذكرت، فمن هؤلاء المسلمون الذين يعتقهم اللّه تعالى، وقد حصرت المسلمين فيك وفي من اتّبعك؟ فبهت الّذي كفر .
ولما طال النزاع بينه وبين أخيه فخاف على نفسه، فارتحل إلى المدينة المنورة، وألّف رسالة في الرد على محمد بن عبدالوهاب وأرسلها له، فلم ينته، وألّف كثير من علماء الحنابلة وغيرهم رسائل في الردّ عليه وأرسلوها إليه، فلم ينته"

ومن أراد المزيد فليرجع إلى تاريخ نجد لابن غنام، أو لينظر المزيد عن الكتب التي ألفها علماء الأمة الإسلامية عن الحركة الوهابية حال ظهورها ووصفهم لها بأنها حركة خوارج لاجتماع التكفير، والقتل للمسلمين فيها، في المنشور الذي وضعته قبل مدة بعنوان: " كتابات علمية في الرد الهادئ على بدعة الوهابية .."

أضف إلى ذلك أن الواقع التاريخي يشهد بأن الخط العام لأهل السنة الأشاعرة والماتريدية والصوفية، هو عدم التكفير والتحرز عنه، ووجود افراد صدر منهم ذلك باجتهاد في هو النادر ، والنادر لا حكم له.

فوجود أفراد من الأشاعرة يكفرون أو يقتلون أو سفلة .. فهذه أمور ليست من ذاتيات الإسلام فضلا عن مذهب أهل السنة .. فهو حين شرب الخمر لم يشربه بصفته أشعريا .. لكن الوهابي حين قتل فقد فعل ذلك بصفته وهابيا، لان هذا ما تعلمه في مذهبه .. وقل الأمر نفسه في المواقف المختلفة لا سيما السياسية فإنها لم تصدر بصفة التصوف أو التمشعر، بل وفق اجتهاد خاطئ أو هوى نفس، أو مصالح دنيوية، والناس في هذا مختلفون!

نقول : هناك فرق بين ما ينسب للمذهب فيكون من مكوناته وما ينسب للأفراد ، فالتكفير والقتل من أساسيات مذهب الوهابية وعليهما قام .. وليس كذلك لدى أهل السنة .. أما الوقوف مع الظلم وعدم التربية وسوء الخلق ونحو ذلك فليس من ذاتيات الإسلام فضلا عن المذهب ، ومن ثم فينسب للأفراد.

نعم ، من السلفيين من هم أهل بيوت وأولاد أصول ولا يكفرون وعلى خلق عال ، لكن ..

أولا: هذا ليس مذهب الوهابية ، لذا فإن غالب المنستبين للسلفية لا يعرفون حقيقة مذهب الوهابية الذي ينتسبون إليه ويمدحونه، لأنهم انتسبوا إليه ظنا أن هذا هو الالتزام والتدين.