{إنّهم فِتية } .. وكان كلّ فتَى نسيجَ وحده ! هل تفهم ما معن | زمن الغرباء 🍃
{إنّهم فِتية } ..
وكان كلّ فتَى نسيجَ وحده ! هل تفهم ما معنى ذلك .. مَعنى أن تقبِض على تَفرُّدك ؛ فلا تأذَن للتّشوّه أن يكتُبك !
هل تفهم معنى .. أن تُصرّ أن لا تكون رقماً .. وتظلّ إنساناً مُختلفاً له قياماً طويلاً !
هل تَفهم .. لماذا رحلَوا الى الكهف .. الى حُلم فوق الواقع .. الى شُبهة أمل !
تأمل معي أنهم كانوا { فِتية } .. لم يملكوا إلا الانسحاب من المُستنقع ؛ كي يظلّ المِسك في الثّياب رغم تَراكم العَفن في كلّ مكان !
إذ ما اصعَب أن تصيد وُجودك .. أن تلمّ ذرّاتك كنور منتثِر هنا و هناك .. تَجمعه ثمّ تنفُخه في الأرواح المُتآكلة مِن حولك .. تُرَمِّم به الانهيارات العَميقة التي صَنعها الطّوفان ! وتِلك وحدَها ؛ بُطولة !
بُطولة .. أن لا تأذَن للرّيح أن تُبعثِرك !
بُطولة .. أن تهمِس بِحُروف المطر رغم الجَفاف !
بُطولة .. أن تطوُف وحدَك بكعبة الأفكار ؛ والنّاس غرقى في الطّواف حول ذَواتهم !
بُطولة .. أن لا تُغنّي أغنية الجُموع الضّالة .. وتظلّ تُرتّل كلمات السّماء ولو كنتَ وحدك !
بطولة .. أن تُخبّىء خُضرة الرُّوح فيك ؛ حتّى يأتي أوانُ المَطر !
بطولة .. أن تكون فتىً تصنعُ مَع أشباه روحك أمة ؛ يُسميها القرآن { فِتية } .. كتَبوا انتصار الثّبات على التّهميش ، وأصرُّوا على البقاء .. فصاروا لنا وصيّة كلّ جُمعة !
{ إنّهم فِتية } ..
هكذا كان الوَصف .. وكان الوصف هنا رسالة قرآنية تقول لنا .. لا تأذَنوا لِمرَدة الّليل أن تُطفىء ناصِية الفَهم فِيكم .. حتّى لو كُنْتُمْ فِتية في وَزنِ القِلّة !