Get Mystery Box with random crypto!

الخامس : التوحيد في الطاعة والمراد انّه لا يجب طاعة سوى الله | 💍 دروس في تفسير القرآن 💍

الخامس : التوحيد في الطاعة

والمراد انّه لا يجب طاعة سوى الله تعالى ، فهو وحده يجب أن يُطاع وأن تمتثل أوامره ونواهيه ، وأمّا طاعة غيره فتجب بإذنه وأمره وإلاّ كانت محرمة موجبة للشرك في الطاعة ، قال سبحانه : ( وَما أُمِرُوا إِلاّ ليَعْبُدُوا اللّهَ مُخْلِصينَ لَهُ الدِّين ) البينة ٥ .
والدين في الآية بمعنى الطاعة أي مخلصين الطاعة له ولا يطيعون غيره .

نعم تجب طاعة النبي (صلى الله عليه وآله) لاَمره تعالى ، قال سبحانه : ( وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاّ لِيُطاعَ بِإِذْنِ الله ) النساء ٦٤ .

وفي آية أُخرى عُدَّت طاعة النبي (صلى الله عليه وآله) من مظاهر طاعة الله وقال : ( وَمَنْ يُطِعِ الرَّسُول فَقَدْ أَطاعَ الله) النساء ٨٠ .

وعلى ضوء ذلك فإطاعة النبي (صلى الله عليه وآله) وأُولي الاَمر والوالدين إنّما هو بإذنه وأمره سبحانه ولولاه لم تكن طاعتهم واجبة ، بل ولا الانقياد لاَوامرهم جائزة فهناك مطاع بالذات وهو الله وغيره مطاع بالعرض وبأمره .

_________

السادس : التوحيد في الحاكمية

والمراد منه انّ الحكم على الناس حقّ مختص بالله تبارك و تعالى ، و حكومة الغير يجب أن تنتهي إلى الله تبارك و تعالى ، وذلك لاَنّ الحكومة والحاكمية في المجتمع لا تنفك عن التصرف في النفوس والاَموال وتحديد الحريات وذلك فرع ولاية ، للحاكم على المحكوم ولولاها لعدَّ التصرف عدواناً وممّا لا شكّ فيه انّ الولاية لله المالك الحقيقي للاِنسان الخالق له ، والمدبر له ، فلا يحقّ لاَحد الاِمرة على العباد إلاّ بإذن منه سبحانه .

قال سبحانه : ( إِنِ الْحُكْمُ إِلاّ للّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفاصِلينَ ) الأنعام ٥٧ .

وقال سبحانه : ( أَلا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحاسِبينَ ) الأنعام ٦٢ ، فالحكومة على الناس ـ سواء أكانت بصورة القضاء وفضِّ الخصومة أو بصورة الاِمرة ـ حقّ لله ، وغيره يمارسها بإذنه وإلاّ فيكون من قبيل حكم الطواغيت الذي شجبه القرآن في أكثر من آية .