Get Mystery Box with random crypto!

. خطبة بعنوان كيف تنال حفظ الله ورعايته | زاد الخطباء للخطب والمواعظ

.
خطبة بعنوان
كيف تنال حفظ الله ورعايته ؟

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله الكريم الجواد،
خلق الإنسان من نطفة وجعل له السمع والبصر والفؤاد،
أنزل الغيث مباركًا فأحيا به البلاد،
وأخرج به نبات كل شيء رزقًا للعباد،
نحمده -تبارك وتعالى- حمد الطائعين العُبَّاد،
ونتوكل عليه توكل المخبتين الزُّهَّاد،
ونعوذ بنور وجهه الكريم من الوعيد بسوء المهاد،
ونسأله النصر في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد،

وأشهد أن لا إله إلا الله المضل الهاد،
المنزه عن الأشباه والأنداد،
الفعال لما يريد ولا يقع في ملكه إلا ما أراد.

وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين من حاضر وباد،
خير من دعا وهدى وبالخير العظيم جاد،
المبعوث رحمة فينا وبشفاعته يغاث العباد، والمبشر بالأخوة والمحبة ونبذ الغل والأحقاد،
أشجع الناس قاطبة إذا دعا داع الجهاد،
وأكرم الناس طرًّا إذا عزّ مال أو قل زاد،

اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ما نادى للصلاة مناد،
وكلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون إلى يوم التناد...
وسلَّمَ تسليماً كثيراً ...


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102]

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) [النساء:1] ؛

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) [الأحزاب:70-71]،...


أما بعد:

فإنَّ خير الحديث كتابُ الله، وخير الهدي هديُ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.


عباد الله:

يعيش الإنسان في هذه الحياة الدّنيا وهو يأمل أن يشمله الله -سبحانه- برعايته وحفظه، ويدفع عنه شرور الدّنيا وأذى الخلق ووساوس الشّيطان،
ولا شكّ بأنّ هذا الحفظ الرّباني للعباد لا يكون إلاّ بأخذ العبد بالأسباب التي تؤدّي إلى ذلك،

وهي:
أن يحفظ العبد ربّه في قوله وعمله وسائر تصرّفاته في الحياة ومعاملاته مع النّاس,

يقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لابنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: "يَا غُلاَمُ! إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ".) رواه الترمذي وأحمد وصححه الألباني),

أي: احفظ حدود الله وحقوقه وأوامره ونواهيه, وحفظ ذلك هو الوقوف عند أوامره بالامتثال وعند نواهيه بالاجتناب,

وقوله -صلى الله عليه وسلم- "تجده أمامك" وفِي رواية: "تجده تجاهك"
معناه: أن من حفظ حدود الله وَجَدَ الله معه فِي جَمِيع الأحوال؛ يحوطه وينصره ويحفظه ويؤيده ويسدده, فإن الجزاء من جنس العمل.

ومن أسباب حفظ الله للعبد: الدعاء,
فقد كَانَ النَّبِيّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا ودَّع من يريد السفر يَقُولُ لَهُ: "استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك", وفِي رواية وكَانَ يَقُولُ: "إن الله إِذَا استودع شيئاً حفظه" (أخرجه النسائي).