إن من الجرائم العظيمة و الذنوب الجسيمة و مما جاءت الشريعة الغر | هذَا الوَقتُ سَيَمضِي!
إن من الجرائم العظيمة و الذنوب الجسيمة و مما جاءت الشريعة الغراء بعظمة جرمها وعقوبتها في الدنيا والآخرة ، الإفتراء و الكذب على الآخرين ، قال تعالى في عظمة الفرية وتلقيها وبثها بين الناس بالباطل :-{ ( وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )}، وما ذلك إلا لأن للمسلمين حرمة في أعراضهم .
* ويتبين لنا عظمة ذلك جليا و شدة عقاب تلك الأكاذيب والإفتراءات في حق المسلمين يوم القيامة في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :-{(إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ لَا يُلْقِي لَهَا بَالًا يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ)}رواه البخاري (6487) .
والكذب صفة قبيحة في النفس يكرهها كل ذي فطرة سليمة ، وحتى الحيوانات قد خلقهم الله على الفطرة على محبة الصدق وكراهة الكذب لديهم ، قال الإمام ابن القيم فى كتابه الرائع المبهر ككل كتاباته [مفتاح دار السعادة] (ج١ / ص٢٣٤) ذاكرا لنا قصة جميلة حول هذا :-[ولقد اخبر بعض الصادقين انه شاهد منهن يوما عجبا قال رايت نملة جاءت الى شق جرادة فزاولته فلم تطق حمله من الارض فذهبت غير بعيد ثم جاءت معها بجماعة من النمل قال فرفعت ذلك الشق من الارض فلما وصلت النملة برفقتها الى مكانه دارت حوله ودرن معها فلم يجدن شيئا فرجعن فوضعته ثم جاءت فصادفته فزاولته فلم تطق رفعه فذهبت غير بعيد ثم جاءت بهن فرفعته فدرن حول مكانه فلم يجدن شيئا فذهبت فوضعته فعادت فجاءت بهن فرفعته فدرن حول المكان فلما لم يجدن شيئا تحلقن حلقة وجعلن تلك النملة في وسطها ثم تحاملن عليها فقطعنها عضوا عضوا وأنا انظر].انتهى .
فحذاري حذاري أن تقع في أعراض المسلمين بالباطل ،أو أن ترميهم بما ليس فيهم ، أو أن تنتصر لنفسك في موضع لا يحب الله ذلك منك فتقع في الإثم والعدوان .والله المستعان.
