2021-07-25 13:47:01
" وما أصابهم إلا ببعض ذنوبهم "
قال الإمام ابن كثير عن الحافظ أبي بكر الخطيب قوله في حديثه عن بغداد وما آل إليه أمرها:
" لم يكن لبغداد في الدنيا نظير في:
• جلالة قدرها
• وفخامة أمرها
• وكثرة علمائها وأعلامها
• وتميز خواصها وعوامها
• وعظم أقطارها، وسعة أطرارها
• وكثرة دورها ومنازلها، ودروبها وشوارعها، ومحالها وأسواقها، وسككها وأزقتها، ومساجدها، وحماماتها، وخاناتها،
• وطيب هوائها
• وعذوبة مائها
• وبرد ظلالها وأفيائها
• واعتدال صيفها وشتائها
• وصحة ربيعها وخريفها
• وأكثر ما كانت عمارة وأهلا في أيام الرشيد.
• ثم ذكر تناقص أحوالها بعد ذلك، وهلم جرا إلى زمانه.
ثم قال ابن كثير:
قلت: وكذا من بعده إلى زماننا هذا، ولا سيما في أيام هولاكو ...
" وبُدِّلت بعد تلاوة القرآن، بالنغمات والألحان، وإنشاد الأشعار وكان وكان،
• وبعد سماع الأحاديث النبوية، بدرس الفلسفة اليونانية، والمناهج الكلامية، والتأويلات القرمطية،
• وبعد العلماء بالحكماء، ...،
• وبعد العباد بالأنكاد،
• وبعد الطلبة المشتغلين، بالظلمة والعيارين،
• وبعد الاشتغال بفنون العلم من التفسير والفقه والحديث وتعبير الرؤيا، بالزجل والموشح ودوبيت ومواليا،
• ثم ختم ابن كثير ذلك بتعليل بليغ فقال:
وما أصابهم ذلك إلا ببعض ذنوبهم، وما ربك بظلام للعبيد".
[البداية والنهاية (396/13)]
456 views10:47